أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والخمسون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والخمسون في موضوع الشكور وهي بعنوان : الصبر والشكر هما الإيمان فَالشُّـكُــرُ هُـوَ الْغَـايَـةُ مِـنْ خَـلْـقِ الْعِبَــادْ، قال الله عز وجل: { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [النحل:78]. فلأي شيء خلقكم؟ ولأي شيء أخرجكم من بطون أمهاتكم؟: { لَعَلَّـكُــمْ تَشْـكُــرُونَ } ونبينا صلى الله عليه وسلم سيِّد الشاكرين وإمامهم صلى الله عليه وسلم، إنَّه عليه الصلاة والسلام كان يعبد ربَّه لكي يكون شكوراً لربه، ولذلك جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضى الله عنها قالت: ( أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه ، فقالتْ عائشةُ : لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ ، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر؟ قال : " أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا " ، فلما كثُر لحمُه صلَّى جالسًا ، فإذا أراد أن يَركَعَ ، قام فقرَأ ثم ركَع ) لَـكـِــنْ؛ كيف نكون من عباد الله الشاكرين؟ ، وكيف نصل إلى منزلة العبد الشكور؟ خامسا: كيفية الوصول إلى منزلة العبدالشكور نصـل إلى منـزلة العبـد الشكـور بأمـور: (1)-العبادة منها :هذه العبادة التي دلَّنا عليها صلى الله عليه وسلم. (2): الدعاء إن من وسائل الوصول إلى منزلة العبد الشكور: الدعاء، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ"، وفي رواية: "شكاراً لك" وعلَّم معاذاً دعاءً عظيماً، فقال:" يامُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ:اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ" صححه الإمام الألباني فالوصول إلى منزلة العبد الشكور لا بد فيها من الاستعانة بالله والدعاء والالتجاء، وإلا فهي منزلة صعبة، ونبي الله سليمان قال:{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ...} [النمل:19] فبدون المعونة من الله لا يمكن أن يصل الإنسان إلى منزلة العبد الشكور. ومن الأمور التي ينبغي معرفتها: أن الشكر يحفظ النعم، قال الله سبحانه وتعالى: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } [إبراهيم:7] فهو ليس فقط يحفظ النعمة وإنما يزيدها، ولذلك كانوا يسمون الشكر: الحافظ، يعني: الحافظ للنعم الموجودة والجالب للنعم المفقودة. وقال عمر بن عبد العزيز : [قيدوا نعم الله بشكر الله]. وقال أيضاً: [الشكر قيد النعم]. وقال مطرف بن عبد الله : [لأن أُعَافَى فأَشْكُر أحبّ إليَّ مِن أن أُبْتَلى فَأَصْبِر]. ومن الأشياء التي يبلغ بها العبد درجة الشكور، أن يحدث بنعم الله عليه، قال الله عزوجل:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]. وتحديث العبد بنعمة الله عليه له عدة معانٍ، منها: أن يرى أثر النعمة عليك، كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الصحابة:" كُلوا واشرَبوا وتَصَدَّقوا والبَسوا في غيرِ مَخيلَةٍ ولا سَرَفٍ، إنَّ اللهَ يُحِبُّ أن تُرَى نِعمَتُه على عَبدِهِ "صححه الإمام أحمد شاكر، وقد جاء في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: "إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا ، فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِهِ"، ولذلك قال بعض السلف: [لا تضركم دنياً شكرتموها]. فلو أظهرت النعمة وأنت شاكر لها فإنها لا تضرك بإذن الله. وقد ذم الله الكنود من العباد فقال: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الْإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ }[العاديات:1-6]. قال بعض المفسرين: الكنود: الذي لا يشكر نعم الله، وقال الحسن رحمه الله عن الكنود: [الذي يعد المصائب وينسى النعم] إذا جلست معه قال لك: صار لي مصيبة كذا وكذا وكذا، ولا يحدث ولا يذكر شيئاً من نعم الله،كاتم لنعم الله، لا يحدث إلا بالمصائب والمعايب، كما جاء في وصف النساء التي جاء من أسباب دخولهن النار قوله صلى الله عليه وسلم:"لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " فلماذا دخلت النار؟.. بترك شكر نعمة الزوج، فشكر نعمة الله أولى وأحق، فهذه التي تدخل النار بسبب كفران نعمة الزوج، فلأن يدخل العبد النار بكفران نعمة الله أولى، هذه المرأة من أسباب دخولها النار كفران نعمة الزوج؛ لأنها تنسى كل حسناته، وتقول: ما رأيت منك خيراً قط، ولا تذكر له إلا عيوبه إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم