أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : الشكر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح د- إخراج الله لمن دخل النار وفي قلبه أدنى مثقال ذرة من خير: ومن شكر الله للعبيد: أنَّه يُخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير، ولا يضيع عليه هذا القدر، فلو تعذَّب العبد في النار ما تعذَّب وكان مؤمناً من أهل التوحيد ليس بكافر فإن الله يخرجه يوماً من الدهر من النار فيدخله الجنة، ولو كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، والله عز وجل شكر لمؤمن آل فرعون مقامه، الذي قام لله فجاهد وقال كلمة الحق عند سلطان جائر؛ فأثنى الله عليه بالقرآن ونوه بذكره بين عباده، وكذلك المسلم الذي أعان الثلاثة الأنبياء من أصحاب القرية لما جاءوا أصحاب القرية في سورة يس، فالله سبحانه وتعالى ذكره وشكر له مقامه، وشكر له دعوته في سبيله فجعل له من الثواب الجزيل على ذلك الموقف ما لا يعلمه إلا هو سبحانه، فَهُوَ الشَّكُورُ عَلَىَ الْحَقِيقَةِ، وهُوَ المُتَّصِفُ بِصِفَةِ الشُّكُرِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ، والله عزَّ وجَلَّ يُرغِّبُ من عباده أن يتَّصِفوا بموجب الصفات الحسنة التي وصف نفسه بها،واللهُ عَـــزَّ وَجَـــــلَّ : جَـمـِيـِـــلٌ..... يُحِبُّ الْجَمَــال،عـَلِـيـِــــمٌ......يُحِبُّ الْعُلَمَــاء، رَحِـيـِـــمٌ.... يُحِبُّ الراحِمِـين، مُحْسـِــنٌ.. يُحِبُّ الْمُحْسِنِـيـن، شـَكُــــوُرٌ...يُحِبُّ الشَّاكِـرِين، صَـبـُــوُرٌ...يُحِبُّ الصَّـابِرِيـن، جـَــــوَادٌ...يُحِبُّ أَهَـلَ الْجُـوُد، سِـتِّيــــِرٌ....يُحِبُّ أهَلَ السَّتْر، عَـفُّــوٌّ .....يُحِـبُّ الْعَـفُــو، وِتْــــــــرٌ......يُحِبُّ الْوِتْـر، وكذلك فهو سبحانه يكره البخل، والظلم، والجهل، وقسوة القلب، والجبن، واللؤم، وهو سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يتَّصِفوا بالصفات الحميدة الحسنة. قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ) مَعْنَاهُ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى كُلِّ حَيَوَانٍ حَيٍّ بِسَقْيِهِ وَنَحْوِهِ أَجْرٌ، وَسُمِّيَ الْحَيُّ ذَا كَبِدٍ رَطْبَةٍ ، لِأَنَّ الْمَيِّتَ يَجِفُّ جِسْمُهُ وَكَبِدُهُ . فَفِي الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَى الْحَيَوَانِ الْمُحْتَرَمِ، (وَهُوَ مَا لَا يُؤْمَرُ بِقَتْلِهِ). فَأَمَّا الْمَأْمُورُ بِقَتْلِهِ فَيُمْتَثَلُ أَمْرُ الشَّرْعِ فِي قَتْلِهِ، وَالْمَأْمُورُ بِقَتْلِهِ كَالْكَافِرِ الْحَرْبِيِّ وَالْمُرْتَدِّ وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ، وَالْفَوَاسِقِ الْخَمْسِ الْمَذْكُورَاتِ فِي الْحَدِيثِ وَمَا فِي مَعْنَاهُنَّ. وَأَمَّا الْمُحْتَرَمُ فَيَحْصُلُ الثَّوَابُ بِسَقْيِهِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ أَيْضًا بِإِطْعَامِهِ وَغَيْرِهِ سَوَاءٌ كَانَ مَمْلُوكًا أَوْ مُبَاحًا، وَسَوَاءٌ كَانَ مَمْلُوكًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ) أَمَّا ( الثَّرَى ) فَالتُّرَابُ النَّدِيُّ ، وَيُقَالُ : لَهَثَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِهَا ، يَلْهَثُ بِفَتْحِهَا لَا غَيْرَ ، لَهْثًا بِإِسْكَانِهَا ، وَالِاسْمُ اللَّهَثُ بِفَتْحِهَا، وَاللُّهَاثُ بِضَمِّ اللَّامِ ، وَرَجُلٌ لَهْثَانٌ ، وَامْرَأَةٌ لَهْثَى كَعَطْشَانَ وَعَطْشَى ، وَهُوَ الَّذِي أَخَّرَ لِسَانَهُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ وَالْحَرِّ . قَوْلُهُ : ( حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ ) يُقَالُ : رَقِيَ بِكَسْرِ الْقَافِ عَلَى اللُّغَةِ الْفَصِيحَةِ الْمَشْهُورَةِ ، وَحَكَى فَتْحَهَا ، وَهِيَ لُغَةُ طَيٍّ فِي كُلِّ مَا أَشْبَهَ هَذَا. أما الشكر فَـإِنَّـهُ نِـصْـفُ الْإِيـِمَـان، وَنِـصْـفَــهُ الثَّـانِـي هُوَ الصَّـبْــر.... إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم