أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والخمسون مكررة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع الشكور وهي بعنوان : الشكر سبيل إلى مرضاة الله عن عبده ومن عظيم أمر الشكر وجليل ثمراته أن الشكر سبيل إلى مرضاة الله عن عبده: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} الزمر: 7، ومن ثمرات الشكر أيضًا أنه سبب في زيادة النعم ودوامها: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم: 7. قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: (قيدوا نعم الله بشكر الله) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر. ومن ثمراته أيضًا: كون أهله من السباقين إلى الخيرات والمقامات العلية لسيرهم في ركب أنبياء الله ورسله حيث كانت أولئك الصفوة عليهم السلام أكثر الناس شكرًا لله واعترافًا بفضله ونعمه. ومن ثمرات الشكر أيضًا: أن الشاكرين أكثر الناس اتعاظًا واعتبارًا بآيات الله تعالى مما يكون عونًا لهم على الثبات والبصيرة: {لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} لقمان: 31، {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} سبإ: 19، {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} الشورى: 33. ومن ثمرات الشكر أيضًا أن خيرية النعم ونزول بركتها معلق بشكر الله تعالى، قال : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ) الحديث أخرجه مسلم عن صهيب وشكر الله تعالى يكون بالقلب واللسان والجوارح وبالنعمة نفسها؛ فأما شكر الله تعالى بالقلب فأن يعتقد العبد اعتقادًا جازمًا لا شك فيه ولا ريب أنه لولا الله تعالى لما تيسرت نعمة من تلك النعم، وأن من لازم ذلك أنه المستحق للعبادة لا معبود بحق سواه، وأما شكر الله تعالى باللسان فذلك بأن يلهج لسان العبد بشكر ربه وحمده دائمًا، وأما شكر الله تعالى بالجوارح فبكفها عما حرم الله تعالى وبتسخيرها في طاعة الله ومرضاته، وأما شكر الله تعالى بتلك النعم المادية التي أنعم الله بها على عبده فبمراعاتها حق رعايتها وبالاستعانة بها على طاعة الله تعالى. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر قليلها ويستقل كثير شكره عليها ويعلم أنها وصلت إليه من سيده من غير ثمن بذله فيها ولا وسيلة منه توسل بها إليه ولا استحقاق منه لها وأنها لله في الحقيقة لا للعبد، فلا تزيده النعم إلا انكسارًا وذلًا وخضوعًا ومحبة للمنعم" [الفوائد (ص112)]. [الأنترنت – موقع ملتقى أهل الحديث - أبو أحمد خالد المصرى ][خطبة ألقاها الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان، بمسجد السويدي بالرياض] هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم