أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : * التعبد لله تعالى بشكره قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: "إن النعمة على الوالدين نعمة على الولد، ثم قال: فسأل سليمان ربه التوفيق للقيام بشكر نعمته الدينية والدنيوية عليه وعلى والديه". وأما ما كان من شأن نبينا في سؤال ربه الإعانة على القيام بشكره فقد كان كثير السؤال، فقد كان يقول دبر كل صلاة: ((اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))، وأوصى بذلك أصحابه كما أخرجه أبو داود في سننه عن معاذ بن جبل . وكان يضمن أدعيته تخصيص طلب الشكر كما في قوله : ((ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا)) أخرجه الترمذي، وقوله : ((شكَّارًا)) صيغة مبالغة يعني كثير الشكر ودائمه. وكان يشكر ربه بفعله كما يشكره بقوله؛ فعن أبي بكرة قال: كان النبي إذا جاءه خبر يَسُرُّهُ خرَّ ساجدًا لله. أخرجه الخمسة إلا النسائي. وعن عبد الرحمن بن عوف قال: سجد النبي فأطال السجود ثم رفع رأسه فقال:(إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَبَشَّرَنِي....، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا) رواه أحمد وأبو داود. ولما كانت منزلة الشكر بهذه المثابة خُصَّت بمزيد من الذكر والأجر، وإن كانت جميع العبادات يؤجر عليها صاحبها إلا أن من المقرر عند أهل العلم أن العبادات تتفاضل فيما بينها وأن تخصيص عبادة بكثير ذكر ومدح لأهلها يدل على تمييزها عن غيرها، ولذا خصَّ الشكر بالجزاء والثناء على أهله: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران: 144،{وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} آل عمران: 145، {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} القمر: 35،{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} الأنعام: 53. معاشر المسلمين، ولما كان شكر الله تعالى سبيلًا إلى مرضاته كما قال تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} الزمر: 6 هيأ الله عز وجل لعباده من الأسباب والنعم ما يجعلهم شاكرين له إن هم رعوها حق رعايتها؛ فجعل التقوى موصلة إلى الشكر: {فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عمران: 123، وأتم النعمة ليشكروه: {وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 6، وبين لهم الآيات ليشكروه: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 89، وأنعم عليهم بالرزق ليشكروه: {وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الأنفال: 26، وتجاوز عنهم بعفوه ليشكروه: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 52، وسخر لهم جوارحهم ليشكروه: {وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل: 78، وسخر لهم من الآيات ما يعينهم على شكره: {وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الروم: 46،{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} الفرقان: 62. ومع كثرة ورود شأن الشكر وتزكية أهله فقد جنح أقوام عن شكر الله تعالى واجتالهم الشياطين، فلم يشكروا ربهم مع إنعامه عليهم وكثرة آياته الموجبة لشكره: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ} غافر: 61، {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} يس: 35، {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} يس: 73، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} غافر: 61. هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم