أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : *إقتران الودود بالشكور قال ابن القيم : الودود: المتودِّدُ إلى عباده بنعمه، الذي يودّ من تاب إليه وأقبل عليه، وهو الودود أيضا أي المحبوب، قال البخاري في صحيحه: الودود: الحبيب، والتحقيق أنَّ اللفظ يدلُّ على الأمرين، على كونه وادَّا لأوليائه ومودودا لهم. فأحدهما بالوضع، والآخر باللزوم. فهو الحبيبُ المحبُّ لأوليائه يحبهم ويحبونه، وقال شعيب عليه السلام: (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ). وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم والغفور، فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يحبه، وكذلك قد يرحم من لا يحبّ، والرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه، ويرحمه ويحبه مع ذلك، فإنه يحبُّ التوابين، وإذا تاب إليه عبدهُ أحبه، ولوكان منه ما كان.وهو الودود يحبهم ويحبه أحبابه والفضل للمنانوهو الذي جعل المحبة في قلوبهم وجازاهم بحب ثانهذا هو الإحسان حقا لا معاوضة ولا لتوقع الشكرانلكن يحبُّ شكورهم، وشكورُهُم لا لاحتياج منْهُ للشكران وهو الشكور فلن يُضيع َ سعيَهم لكن يضاعفُه بلا حُسبان وهذا تفسير لاسميه الكريمين (الودود والشكور)، وقد ورد كل منهما في الكتاب العزيز، فالودود ورد مرة مقترنا باسمه الرحيم في قوله تعالى من سورة هود على لسان شعيب عليه السلام: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ * إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) سورة هود: آيه 90، وورد مرة أخرى مقترنا باسمه الغفور في قوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) البروج آية 14. والودود مأخوذٌ من الود بضم الواو بمعنى خالص المحبة، وهو إما من فعول بمعنى فاعل، فهو سبحانه الوادّ أي المحب لأنبيائه وملائكته وعباده الصالحين، وإما من فعول بمعنى مفعول، فهو سبحانه المودودُ المحبوب لهم، بل لا شيء أحبّ إليهم ولا في كيفيتها، ولا في متعلقاتها، وهذا هو الواجب أن تكون محبة الله في قلب العبد سابقة لكل محبة، وغالبة لها، ويتعين ان تكون بقية المحابّ تابعة لها. منقول نصا من كتاب (أسماء الله الحسنى: صفحة: 222) للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي: (691 - 751ه) [الأنترنت – موقع الملتقى الفقهي - سهير علي ] *قال تعالى : { ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ۚ إنه غفور شكور} وورد في التفسير الميسر : إن الذين يقرؤون القرآن، ويعملون به، وداوموا على الصلاة في أوقاتها، وأنفقوا مما رزقناهم من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة سرًّا وجهرًا، هؤلاء يرجون بذلك تجارة لن تكسد ولن تهلك، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه؛ ليوفيهم الله تعالى ثواب أعمالهم كاملا غير منقوص، ويضاعف لهم الحسنات من فضله، إن الله غفور لسيئاتهم، شكور لحسناتهم، يثيبهم عليها الجزيل من الثواب. وقال السعدى : وذكر أنهم حصل لهم ما رجوه فقال: { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } أي: أجور أعمالهم، على حسب قلتها وكثرتها، وحسنها وعدمه، { وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } زيادة عن أجورهم.{إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } غفر لهم السيئات، وقبل منهم القليل من الحسنات. وورد في الوسيط لطنطاوي : واللام فى قوله : ( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ) متعلقة بقوله (لَّن تَبُورَ) على معنى،يرجون تجارة لن تكسد لأجل أن يفويهم أجورهم التى وعدهم بها ، ويزيدهم فى الدنيا والآخرة من فضله ونعمه وعطائه . أو متعلقة بمحذوف ، والتقدير : فعلوا ما فعلوا ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله(إِنَّهُ) - سبحانه ( غَفُورٌ) أى : واسع المغفرة (شَكُورٌ) أى:كثير العطاء لمن يطيعه ويؤدى ما كلفه به . هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم