أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والأربعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة والأربعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : * اعتناق الغفور والشكور يقوا ابن فارس : الشين والكاف والراء أصول أربعة : فالأول : الشكر: الثناء على إنسان بمعروف يوليكه ، ويقال إن حقيقة الشكر الرضا باليسير والشكور : فعول من الشكر وأصل الشكر في الكلام هو الظهور ومنه يقال شكير النبت ، وشَكَرَ الضرعُ إذا امتلأ ، وامتلاؤه : ظهوره ،ويقال : دابة شكور : أي : سريعة السمن فكأن الشكر من الله تعالى هو إثابة الشاكر على شكره ، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة : شكراً على طريقة المقابلة . والشكر : عرفان الإحسان ونشره ..... والشكر من الله تعالى : المجازاة والثناء الجميل ..... والشكور : من صفات الله جل اسمه ، ومعناه : أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، وشكره لعباده : مغفرته لهم . وقد اعتنق الاسمان في القرآن الكريم ثلاث مرات: الأولى والثانية في سورة فاطر في الآيتين 30، 34 أما المرة الأخيرة فجاءت في سورة الشورى آية 23 في الآية الأولى :ورد الاسمان في سياق الحديث ( الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا .... سِرّاً وَعَلانِيَةً ........) (فاطر:29) وبعده بقليل كان الجزاء والجزاء ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ َقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ) ( فاطر : 33 ، 34) فعقب على فعلهم وعبادتهم ( إنه غفور شكور ) وعقب على الجزاء من الله بقولهم : ( إن ربنا لغفور شكور ) فالشكر متبادل ، وهذا يؤكد كلام الزجاج من أن الشكر هو إثابة الشاكر على شكره ، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكراً على طريقة المقابلة والموضع الثالث :يؤكد هذا وهو ما جاء في سورة الشورى حيث يقول الله تعالى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (الشورى:23) فقوله ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً ) يؤكد ما سبق ولذلك عقب بقوله ( إن الله غفور شكور ) وكأن المغفرة هنا هي الزيادة على عدم المعاقبة ، فعدم المعاقبة هي الجزاء ، ثم زيد عليها الستر والمغفرة فكانت المغفرة زيادة ؛ ولذلك اقترنت بالشكور ليفهم أنها مغفرة شكور يقول الطاهر بن عاشور:المقصود بالتعليل هو وصف الشكور ، وأما وصف الغفور فقد ذكر للإشارة إلى المقترفين السيئات في الاستغفار والتوبة ليغفر لهم فلا يقنطوا من رحمة الله ،كما أن تقديم الغفور يعني أن هناك شوائب في الطريق ينبغي أن تمحى وتستر أولاً ، فسترت ومحيت شكراً من الله تعالى . وهذا مطلبهم ففي الآية الأولى قيل : ( يرجون تجارة لن تبور ) و في الآية الأخرى قيل : ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) ولا يتصور أن العبد عند عبادته يطلب شيئاً قبل المغفرة ، إنها شغل العباد الشاغل : أن تغفر لهم ذنوبهم ، فعجل لهم ذلك، وقدمت المغفرة في جميع المواضع على ( الشكور ) لأنها مقصود العباد الأول فبشروا به أولاً . [الأنترنت – موقع أرشيف ملتقى أهل الحديث - الموسوعة الشاملة - سعيد جمعة جامعة الأزهر] هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم