أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : الشكر في الإصطلاح: يقول ابن القيم رحمه الله: "الشكر مبني على خمس قواعد، سأذكرها لك وأذكر حظك منها فانتبه: 1-خضوع الشاكر للمشكور، وحظها منك الذل والانكسار لله تعالى. 2. حبه له، أن يزداد المؤمن في حبه لله تعالى. 3. اعترافه بنعمته، فيكثر من قوله: أبوء لك بنعمتك علي، ويكثر من التحدث بنعم الله تعالى. يتحدث بالنعمة لذكر المنعم وبيان فضله لا لبيان النعمة والزهو بها. 4. ثنائه عليه بها. 5. وألا يستعملها فيما يكره، لا يعصي الله ويبارزه بها. *كيف يتحقق الشكر؟ : أولاً: يتحقق الشكر بمراعاة آثاره. بأن تحرص على حفظ النعمة وزيادتها، ربنا قال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]، فإذا عرفت ثمرة الشكر، الزيادة، جاهدت على تحقيقه. فمثلاً حينما يمن الله عليك بمال وتعلم أن أعظم وسيلة لتنميته واستثماره أن تنفق منه لا أن تدخره،حينها ستفعل. فأول وسيلة لتحقيق الشكر أن تعرف الثمرة لتكون باعث لك عليه. المعنى الثاني: أن يضع العبد نصب عينيه الجزاء العظيم الأخروي الذي سوف يمن الله عليه به إذا شكر النعمة، قال الله عز وجل: {سَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران من الآية:144]، وقال: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران من الآية:145]، ومنه: ما جاء في بعض الآثار أن من ابتلى فصبر وأعطي فشكر، وظُلم فغفر، أن أولائك الذين لهم الأمن وهم مهتدون، فالشاكرون يأمنون من فزع يوم القيامة ويكونون من المهتدين في الدنيا والأخرة. ذكر الخرائطي صاحب كتاب فضيلة الشكر: عن ابن عباس أنه قال: "أول من يدخل الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء"، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري تعليقاً، قال: «الطَّاعِمُ الشَّاكرُ لَهُ مثلُ أجرِ الصَّائمِ الصَّابرِ» (صحيح، الألباني، صحيح بن ماجة [1440])، إذاً معرفة الأجر الذي سوف يمن الله عليه به باعث للشكر. كذلك من ثمار الشكر الدافعة له على العمل وشكر نعمة الله تعالى عليه؛ رفع العذاب في الآخرة، ألا ترى قول الله تعالى {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم:34]، ففيه إشارة إلى أن الخروج من ظلم الإنسان وكفرانه بنعم الله تعالى أن يضعها نصب عينيه، فيكون هذا سبب إن شاء الله تعالى في أن يُرفع عنه هذا الظلم للنفس الذي يقع الإنسان به. منها كذلك أن ينجو من عذاب الدنيا، يقول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:112]، والسياق مؤداه أن العكس صحيح أنها إذا شكرت أنعم الله أمنت من عذاب الله تعالى العاجل في الدنيا. وقد بين القرآن أن الشاكرين ينجون من عذاب الله تعالى كما حصل هذا لنبي الله تعالى لوط {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بالنّذر . إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ . نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} [القمر:33-35]، إذًا الشكر هو عنوان النجاة من العذاب إلى غير هذا من الآيات التي تشير إلى هذا المعنى. أيضاً أن يعلم العبد أن من أعظم ثمرات الشكر حب الله تعالى له كما ورد في الحديث «أحِبوا اللهَ لما يغْذوكم من نعَمِه، وأحِبُّوني بحُبِّ اللهِ، وأَحِبُّوا أهلَ بيتي بحُبِّي» (غريب حسن، الترمذي [3789]). إن محبة الله تعالى أثر فطري عن الشعور بنعمة الله فإذا علم العبد أنه لو شكر سيحبه الله وأن الله لو أحبه نجا فهذا باعث له على الشكر، وكذا يتنزل عليك برضوانه، قال عزوجل {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر من الآية:7]. هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم