أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والأربعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والأربعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : الشكر في الإصطلاح: هو ظهور أثر نعمة الله على لسان العبد ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة. 1. أولاً: على لسانه اعترافاً وثناءً، أنه يعترف بها ويثني على الله تعالى، ويتحدث بها في خاصة أمره بينه وبين نفسه وبينه وبين الناس {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]. 2. ثانياً: وعلى قلبه شهوداً، عندما تستشعر أن هذه العطايا من ربك هي منن تنزل عليك {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان من الآية:20]، يبعثك هذا إلى أن تحبه لأنه يسدي إليك هذا المعروف. فيشهد القلب النعمة ويقر بها ويراها ويلاحظها طوال الوقت. 3. ثالثاً: وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة، فلو أن القلب أقر وشهد وأحب ومال، مالت الجوارح وتنقاد. فتجد الإنسان الشكور دومًا مخبت منكسر عليه معاني الذل والافتقار، ودوماً قلبه منشرح لإحساسه بفضل ربه عليه. الشكر علم وحال وعمل وقال الغزالي رحمه الله في الإحياء: "واعلم أن الشكر من جملة مقامات السالكين وهو ينظم من علم وحال وعمل". قال: فالعلم هو الأصل، وهو يُورث الحال، والحال يُورث العمل، أما العلم فمعرفة النعمة من المنعم وأما الحال فهو الفرح الحاصل بإنعامه وأما العمل فالقيام بما هو مقصود المنعم ومحبوبه. ودعونا نفصل هذا الكلام الماتع: 1. العلم: "معرفة النعمة من المنعم"، معرفة أن هذه النعمة ليست من أحد سوى الله، ولا تلتفت للأسباب مطلقاً بل ترى نجاحك وتوفيقك في شتى أمورك محض فضل من ربك. والحقيقة أننا ننسب الحسنة لأنفسنا وننسب السيئة إلى الله عياذاً بالله، إذا وفقت في شيء تجد نفسك تقول: لولا أني فعلت كذا ما فلحت، ولأني قمت بكذا نجحت، أما لو لمناك على شر وقلنا لك: لمَ فعلت ذلك؟ تقول والله لم أكن أريد لكن الشيطان شاطر، لكن قدر الله، فانتبه لهذا وانسب النعمة لصاحبها 2. الحال: "هو الفرح الحاصل بإنعامه" وإن لم تجد هذا الفرح فاعلم أنك لم تعرف نعمة الله من الأساس. لذا دائماً أقول اكتبوا نعم الله ، تفكروا فيها، وانظروا لمن حرمها. انظر لمن فقد بصره حتى تفرح ببصرك، وانظر لمن حرم الأولاد وينفق الآلاف لكي يرزق بطفل واحد وأنت عندك ثلاثة وأربعة، انظر له لتفرح بنعمة ربك. إذا فقدت إحساسك بالنعمة فابحث عن من فقدها، فإذا استشعرتها وشعر قلبك بالفضل والفرح والانشراح بها فهنا يتولد عن هذا الحال العمل. تجدك تريد أن تبذل لله.. تصلي أو تتصدق أو تكشف كربة أو تعين أحداً.. تفعل أي شيء يرضي الله فتفعل "ما هو مقصود المنعم ومحبوبه"، لذلك الشكر بالقلب والجوارح واللسان، فلا يكون شاكر إلا إذا كان قلبه مخبت، ولسانه ذاكر، وكذلك جوارحه منقاده بالطاعة لله سبحانه وتعالى. هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم