أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الأربعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الأربعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : *الشكور الحقيقي هو الله جل جلاله لأنه يعطي العبد ثم يوفقه للشكر : قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " الشكور " هو سبحانه وتعالى ، هو أولى بصفة الشكر من كل شكور ، بل هو " الشكور " على الحقيقة ، وإذا سمي عبد ما بأنه شاكر أو شكور فالتسمية مجازية ، الشاكر الحقيقي " الشكور " الحقيقي هو الله جل جلاله ، لأنه يعطي العبد ، ثم يوفقه للشكر ، ويشكر القليل من العمل ، فلا يستقله ، فيشكر ، الحسنة بعشرة أمثالها إلى أضعاف مضاعفة ، ويشكر عبده بأن يثني عليه ، بين ملائكته ، وبين ملئه الأعلى ، يشكره بفعله ، فإذا ترك شيئاً لله أعطاه أفضل منه وإذا ضحى بشيء ردّه عليه أضعافاً مضاعفة . العاقل من يتاجر مع الله - عز وجل - لما بذل الشهداء أجسادهم التي فيها أرواحهم ؛ الشهيد بذل أثمن ما يملك ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، ولما بذل الشهداء أرواحهم التي في أجسادهم حتى مزقها أعداؤهم شكر الله لهم ذلك ، بأن جُعلت أرواحهم في حواصل طير خضر ، أقرّ أرواحهم فيها ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها إلى يوم القيامة ، فيردها عليهم أكمل ما تكون جمالاً وبهاءًا . الله شكور ، والبطل ، والذكي ، والعاقل ، والموفق ، والفالح ، والناجح ، هو الذي يتاجر مع الله ، مثال بسيط : لو أن ملكاً أمر معلماً أن يعطي ابنه دروساً خاصة ، المعلم أفقه ضيق ، بعد عشرة دروس أين الأجرة ؟ قال له : كم تريد ؟ قال له : على كل درس ألف ، قال له تفضل أعطاه فوراً ، ليته لم يسأل ، لأن الملك كان مهيئاً له بيتاً ، ومركبة ، مقابل هذه الدروس ، فلما طلب أجرته من هذا الطالب أعطاه ما يريد ، من هو الذكي ؟ هو الذي يقدم عملاً لله ، فإذا سأل على عمله أجرة ، عمل طبعاً صالح أخذ أقل شيء ممكن ، أما إذا احتسب هذا عند الله أخذ أكبر أجر ممكن . الله عز وجل لن يضيع عملاً صالحاً لأي إنسان حتى يجازي أعداءه بما يفعلونه من خير ، أعداؤه الذين كفروا به ، بل الذين أنكروا وجوده ، بل الذين تفلتوا من منهجه ، بل الذين انغمسوا في ملذات محرمة ، أعداؤه يجازيهم ، إذا فعلوا الخير ، ويخفف به عنهم يوم القيامة ، فلا يضيّع عليهم ما يعملونه من إحسان ، وهم من أبغض الخلق إليه ، لن تفعل شيئاً ويضيع عليك أجره . أما الحديث الذي يؤكد هذا المعنى ، فهو حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه: " تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ ، فقيل له : أبْصِرْ ما تقول : قال : أقول ما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالاً أربعاً : إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة ، وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة ، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة ، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف "[مسلم] . هؤلاء الغارقون في المعاصي والآثام ، الذين يعتدون على شعوب الأرض ، يعاملون شعوبهم معاملة تفوق حدّ الخيال ، مع أنهم أعداءه ، مع أنه يبغضه لكنه يشكرهم على هذه الأفعال . المسلمون هم أول من أساء إلى النبي الكريم لأنهم لم يطبقوا سنته بشكل صحيح ؛ أي مؤمن ، أو غير مؤمن ، مستقيم ، أو غير مستقيم ، إذا قدّم عملاً صالحاً لمن حوله ، فالله عز وجل يشكره عليه ، لا يمكن أن يضيع عليك عملاً طيباً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، ولو أن تبتسم في وجه أخيك إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم