أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع الشكور وهي بعنوان :*مستويات الشكر : معرفة الله عز وجل أكبر نعمة منّ الله بها على الإنسان : لكن أكبر نعمة على الإطلاق نعمة :{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } [النساء:113] . لو قال لك طفل معي مبلغ عظيم ، كم تقدره ؟ بمئتي ليرة ، أبوه مدرس ، وجاء العيد ، تلقى هبات من أقربائه جمعهم بمئتي ليرة ، مبلغ كبير ، قال لك معي مبلغ عظيم ، لأنه طفل كلمة عظيم من طفل تقدر بمئتي ليرة ، وإذا قال لك مسؤول كبير بالبنتاغون أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً تقدره بمئتي مليار دولار ، الكلمة نفسها ، قالها طفل فقدرتها بمئتي ليرة ، وقالها مسؤول كبير في دولة قوية قدرتها بمئتي مليار ، فإذا قال ملك الملوك ومالك الملوك : " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً " . يعني أكبر نعمة أن تعرف الله ، إنك إن عرفته عرفت كل شيء ، وإن فاتتك هذه المعرفة فاتك كل شيء . " ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء " [من مختصر تفسير ابن كثير] .والحمد لله رب العالمين [ الأنترنت – موقع النابلسي ] *من أسماء الله الحسنى : ( الشكور) : لازلنا مع اسم " الشكور " إن المؤمن مع المنعم ، وأن غير المؤمن مع النعمة ، المؤمن يتجاوز النعمة إلى المنعم ، فيشكره بينما غير المؤمن يستمتع بالنعمة ويغفل عن المنعم . الشكور يزكو عنده القليل من أعمال العباد ويضاعف لهم الجزاء ،" الشكور " إذا أعطى أجزل ، أي أكثر ، وإذا أُطيع بالقليل قبل ، وهو الذي يقبل القليل ويعطي الجزيل ، وهو الذي يقبل اليسير من الطاعات ، ويعطي الكثير من الدرجات ، و" الشكور " يزكو عنده القليل من أعمال العباد ، ويضاعف لهم الجزاء ، فيثيب الشاكر على شكره ، ويرفع درجته ، ويضع عنه وزره . امرأة بغي ، شكر الله لها ، وغفر لها لأنها سقت كلباً كاد يأكل الثرى من العطش . أي عمل تقوم به تجاه أي مخلوق ، ولو كان حيواناً ، ولو سقيت نباتاً ، هو في الحقيقة قرض لله عز وجل ، وهذه الآية إذا قرأها المؤمن ينبغي أن يقشر جلده : " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً " [البقرة:245] ، من أراد أن يكون أسعد الناس فليسعد من حوله ؛ شكر العبد لله ثناءه عليه ، المؤمن يشكر ، والله عز وجل يشكر ؛ المؤمن يشكر الله لإحسانه إليه ، والله عز وجل يشكر العبد لطاعته له . قال الإمام الغزالي : إذا كان الذي أخذ فأثنى يعد شكوراً؛فالذي أعطى وأثنى أولى أن يكون شكوراً ، حينما تقرأ في القرآن الكريم أن الله شكور،يجب أن تندفع بكل ما تملك لخدمة عباده . إذا أردت أن تُسعد فأسعد الآخرين ، فأنت أسعدهم ، لأن الله شكور ، أنت حينما تفكر أن تقدم خدمة لإنسان ، لحيوان ، لنبات ، أنت حينما تفكر أن ترسم بسمة على وجه طفل ، أو على وجه أسرة بائسة تكون أسعد الناس . هذا الذي يدخل الفرح على قلوب الخلق بإحسانه إليهم ، بتخفيف آلامهم ، بحمل همومهم له عند الله مقام كبير ، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، ولأن الله شكور تكون أنت أسعدهم . سعادة الإنسان لا تأتي من المال بل تأتي من اتصاله بالله عز وجل سيدنا ابن عباس كان معتكفاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، معتكف بعبادة ، بل من أرقى العبادات ، رأى رجلاً كئيباً ، قال له : ما لي أراك كئيباً ؟ قال له : والله ديون لزمتني ما أطيق سدادها ، قال له : لمن ؟ قال له : لفلان ، فقال له ابن عباس : أتحب أن أكلمه لك ؟ قال له : والله أتمنى ، فانطلق ابن عباس من معتكفه ( أي خرج من عبادته ) قال له أحدهم : يا بن عباس أنسيت أنك معتكف ؟ قال : لا والله ، ولكني سمعت صاحب هذا القبر ( يقصد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، والعهد به قريب ، ودمعت عيناه ) سمعت صاحب هذا القبر يقول : والله ، لأن أمشي مع أخي في حاجته ، خير لي من صيام شهر ، واعتكافه في مسجدي هذا ، صيام من ؟ صيام سيد الخلق ، اعتكاف من ؟ اعتكاف رسول الله ، والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خير لي من صيام شهر ، واعتكافه في مسجدي هذا . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم