أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع الشكور وهي بعنوان : *من شكر الله عز وجل ربح الدنيا والآخرة : الله شكور ، يعني أقل مؤمن إذا قُدم إليه عمله طيب لا يسعه إلا أنه يشكر ، إذا شخص أزاح لك في مجلسه ، تقول له : شكراً ، أنت عبد ، وأنت لا تحتمل أن يقدم إليك عمل صالح إلا وأن تعبر عن شكرك له ، فالذي خلق الإنسان ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى ، يعني ترعى عباده، تهتم بعباده، تصدق مع عباده ، تحسن إلى عباده ، تنصح عباده، تُكرم عباده ، ولا ترى منهم الشكر ؟ هو شكور .لا يوجد إنسان أذكى، ولا أعقل، ولا أكثر فلاحاً، ونجاحاً، وذكاءً، ممن يتاجر مع الله، يتاجر مع الله، أنت بالتجارة المألوفة يقول لك ربحنا 38% ، غير معقول ، الأرباح 12 ـ 13 ـ 9 ـ 8 ـ 7 ـ 5 أحياناً ، يعني إذا قلنا 28 ربح غير معقول ! إذا تاجرت مع الله الواحد بالمليار معاني اسم الشكور في اللغة العربية :" الشكور " في اللغة على وزن فعول ، وفعول من صيغ المبالغة من اسم الفاعل شاكر ، شاكر شكور ، فعله شكر ، يشكر ، شكراً ، وشكوراً ، وشكراناً ، ثلاثة مصادر ، أصل الشكر الزيادة ، والنماء ، والظهور ، وحقيقة الشكر الثناء على المحسن بذكر إحسانه .المؤمن شكور ، أي شيء قُدم له ، أي خدمة ، أي هدية يشكر عليها إما بلسانه ، أو بقلمه ، أو برسالة ، أو بابتسامة ، أو بعمل طيب ، أو بهدية مكافأة ، من صفات المؤمن تعظم عنده النعمة مهما دقت ، إنسان قدم لك شيئاً ، لابدّ من أن تشكر ، لابدّ من أن تعبر عن شكرك له ، بأي طريقة ، أما شكر العبد على الحقيقة : هو إقرار القلب بإنعام الرب ، ونطق اللسان عن اعتقاد الجنان ، وعمل بالجوارح والأركان . الإنسان الشاكر هو الإنسان الذي يقرّ بنعم الله عز وجل بقلبه : من هو الشاكر ؟ الذي يقر بنعم الله بقلبه ، يعني الله عز وجل أكرمك بشهادة عليا والآن طبيب أنت ، لك اسمك ، لك دخل معقول جداً ، وفوق المعقول ، والناس يحترمونك لك زوجة وأولاد ، فالطبيب المؤمن كلما دخل إلى عيادته ، أو إلى منزله يا رب لك الحمد هيأت لي أسباب الدراسة العليا ، هيأت لي هذه المكانة ، هيأت لي هذا الدخل ، رزقتني هذه الزوجة الصالحة ، رزقتني الأولاد . فالمؤمن من علامة إيمانه دائماً يذكر فضل الله عليه ،وغير المؤمن يقول:" إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي " [القصص:78] . *نعم الله عز وجل على الإنسان لا تعد ولا تحصى: لكن : " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ " [إبراهيم:7] . بعد ذلك : " وَإِنْ تَعُدُّوا " [إبراهيم:34] الآية تحير ، لو أعطيتك ليرة واحدة ، قلت لك عدها ، قال كيف أعدها ، وهي ليرة واحدة ، الآية الكريمة : " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " [إبراهيم:34] . لن تستطيع إحصاء الخير والبركة بنعمة واحدة ، نعمة البصر ، إذا رزق الله شخصا أولادا ، وجاءته الهدايا ، أراد أن يكون دقيقاً يكتب على كل هدية (من جاء بها )، حتى يردها ، يا ترى أيهما أهون أن تحصي هذه الهدايا ، أم أن تردها ؟ الإحصاء سهل جداً ، قلم وورقة هذه من مَنْ ؟ من فلان ، أما كل واحد يحتاج أن تنزل إلى السوق ، وأن تشتري هدية مناسبة تكافئ هديته ، الله عز وجل يقول : أنتم يا عبادي عاجزون عن إحصاء بركات نعمة واحدة فلأن تكونوا عاجزين عن شكرها من باب أولى " وَإِنْ تَعُدُّوا " العد فقط " نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم