أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع الشكور وهي بعنوان :*الإنسان مخير لا مسير : قال تعالى : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ " [الإسراء:18] الإنسان مخير ، والعاجلة هي الدنيا . " مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا " [الإسراء:18-19] . الآن دقق : " كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً " [الإسراء:20] أنت مخير ، اطلب ما شئت ، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يتعامل بالتمنيات يتعامل بالصدق . الله سبحانه وتعالى لا يتعامل بالتمنيات يتعامل بالصدق:{وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ} وكان صادقاً في طلبها ، وعلامة صدقه :"وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً " . " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ " وأصر عليها ، وألح عليها " عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ " بالقدر الذي نشاء ، وللإنسان الذي نريد ، الله عز وجل يعلم ما إذا كان صادقاً في طلبها ، مصراً عليها ، أم على مستوى التمنيات ، والتمنيات بضائع الحمقى ، والله سبحانه وتعالى يقول : " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ " [النساء:123] . أي خطوة نحو إرضاء الله تعالى يمنحه الله من خلالها التوفيق والتيسير والسعادة : هذا الاسم العظيم ورد في السنة بالمعنى ، ففي صحيح البخاري ومسلم يقول الله عز وجل : " أَنا عند ظَنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ـ الله شكور ـ ذكرتُه في نفسي ، وإِن ذكرني في مَلأٍ ذكرتُه في مَلأٍ خيرٍ منه ، وإن تَقَرَّبَ إِليَّ شِبْرا تَقَرَّبتُ إِليه ذِراعا ، وإن تقرَّب إِليَّ ذِرَاعا اقْتَرَبتُ إِليه باعا ، وإِن أَتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَة " [البخاري ومسلم] . لمجرد أن تتحرك نحو الله ، أن تتقرب إليه ، وأن تخطب وده ، أن تغض بصرك ، أن يصدق لسانك ، أن تُحسن إلى فقيره ، أن ترعى يتيماً ، أن تنقذ حيواناً صغيراً من الهلاك ، لمجرد أن تتقرب إلى الله بعمل ، والله عز وجل يرد عليك بالإحسان ، بالقبول ، كيف ما تحركت ، أية حركة نحو الله ، ترى الرد سريعاً وإيجابياً ، وأضعافاً مضاعفة ، وما من أخ كريم ، إلا وله مع الله تجربة ، إن أنفق من ماله يضاعف الله له أمواله،إن أعان ضعيفاً أعانه الله إلى من هو أقوى منه،إن أطعم مسكيناً غمره الله من فضله الحديث : أي حركة ، أي خطوة نحو إرضاء الله ترى خطوات ، ترى التوفيق ، ترى التيسير ، ترى الأمن ، ترى الرضا ، ترى السعادة ، ترى الحكمة ، والله عز وجل ينتظرنا ، وسمّ كل عمل صالح قرضاً له {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [البقرة:245] لو أطعمت هرة هذا قرض لله ، وإن وضعت اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة ، وأن تميط الأذى عن الطريق هو لك صدقة ، وأن تلقى أخاك بوجه طلق هو لك صدقة . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم