أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : الفرق بين الحمد والشكر يقول ابن القيم رحمه الله في موضع آخر: أحسن ما قرن اسم المجيد إلى الحميد , كما قالت الملائكة لبيت الخليل عليه السلام (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) , وكما شرع لنا في آخر الصلاة أن نثني على الرب تعالى أنه حميد مجيد , وشرع في آخر الركعة عند الاعتدال أن نقول ( ربنا ولك الحمد أهل الثناء والمجد ) فالحمد والمجد على الإطلاق لله الحميد المجيد , فالحميد الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال , والمجيد العظيم الواسع القادر الغني ذو الجلال والإكرام. • إذا عرفت أن الله عزوجل هو الحميد , وأن الحمد يضاف إلى الله تبارك وتعالى فاعلم أن هذا الحمد من أوسع الأوصاف وذلك لكثرة الأمول التي تستوجب حمده جل جلاله , فالله تبارك وتعالى محمود من كل وجه , محمود في ذاته وفي أسماءه وفي أوصافه وأفعاله , وكلما كان بصر العبد نافذا في الأمور التي تستوجب الحمد لله عزجل , كلما كان أعرف بكثرة وجوه حمده سبحانه وتعالى , وأنه يستحق أعظم الحمد. • نوع الله سبحانه حمده وأسباب حمده وجمعها تارة وفرقها أخرى , ليتعرف إلى عباده ويعرفهم كيف يحمدونه , وكيف يثنون عليه , وليتحبب إليهم بذلك ويحبهم إذا عرفوه وأحبوه وحمدوه , قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) , فحمد نفسه على ربوبيته للعالمين , وحمد نفسه على رحمته , وحمد نفسه على ملكه سبحانه وتعالى. وقال عزوجل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) فحمد نفسه على خلق السماوات والأرض وهي من أكبر الأجرام المخلوقة , وحمد نفسه سبحانه على خلق الظلمات والنور , وعاب على هؤلاء الكفرة الذين يعدلون به ويوازون به المعبودات الباطلة التي لم تخلق شيئا من ذلك. وقال سبحانه: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ) فحمد نفسه على إنزاله للكتاب الذي هذه صفته وحمد نفسه كما قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) فحمد نفسه على ملكه التام المطلق الكامل,وحمد نفسه على ما يستوجبه من المحامد في الآخرة , وحمد نفسه أيضا على حكمته وعلى خبرته لأنه يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها , وهو يعلم بواطن الأمور فهو الخبير جل جلاله. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم