أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العشرون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة العشرون في موضوع الشكور وهي بعنوان : الفرق بين الحمد والشكر • هذا الحمد الذي نضيفه إلى الله تبارك وتعالى ظرفه الزماني بينه الله عزوجل وهو الدنيا والآخرة ,كما قال الله عزوجل(لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ )وأما ظرف هذا الحمدالمكاني فهوالسماوات والأرض كما قال الله عزوجل (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) فذكر في هذه الآية الظرف المكاني والظرف الزماني. • جاء هذا الاسم في كتاب الله عزوجل سبعة عشر مرة , تارة يأتي هذا الاسم بمفرده غير مقترن باسم آخر من أسماء الله الحسنى , وتارة يأتي مقترنا مع غيره . - وقد جاء بمفردة مرة واحدة في كتاب الله عزوجل في سورة الحج وذلك في قوله تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ). - وجاء مقترنا باسم الله الغني عشر مرات مثل قوله تعالى: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) , وكقوله في سورة إبراهيم : (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ) , وكقوله في سورة لقمان: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) , وكقوله في سورة فاطر: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) , وإلى غير ذلك من المواضع , ويمكن أن يقال في سر هذا الاقتران -والله أعلم- أن الغنى يكون مظنة للطغيان , وكما قال الله عزوجل: (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) إلا من عصمه الله عزوجل وهدى قلبه ووقاه , فأدى حق الله عزوجل وأخذ هذا المال من حله وصرفه في وجوهه المشروعة , ولكن الغالب أن الغنى يحمل على البطر والطغيان وما إلى ذلك من الأمور التي لا تليق , أما الله عزوجل فهو مع غناه الواسع الكامل محمود مع هذا الغنى لا يلحقه بسببه نقص بوجه من الوجوه فله الكمال المطلق وله الحمد المطلق مع غناه الواسع الكامل الذي لا افتقار معه بوجه من الوجوه إلى شيء من الأشياء أو إلى أحد من المخلوقين. - كما جاء هذا الاسم مقترنا مع اسم الله الحكيم مرة واحدة , وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة فصلت عن هذا القرآن : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) , فهو محمود في حكمته جل وعلا , حيث يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها , فلا يصدر منه تصرف على غير وجه الحكمة , فهو محمود سبحانه في أقواله فهي صواب , وفي أفعاله فهي حق كلها , لا شطط فيها ولا خلل ولا خروج عن وجه الحق والصواب بحال من الأحوال. - وجاء مقترنا مع اسم الله العزيز ثلاث مرات في القرآن , وذلك في مثل قوله تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) ,ويمكن أن يقال في وجه هذا الاقتران ,أن العزة تحمل على العسف والقهر والظلم في كثير من الحالات هذا بالنسبة للمخلوقين , فإن المخلوق إذا عز كما قيل: من عز بز , ومن غلب استلب , أما الله عزوجل فهو مع عزته الكاملة , إلا أنه محمود في هذه العزة فلا تحمله هذه العزة على ظلم لأحدمن خلقه فالله ليس بظلام للعبيد,على كثرتهم وتفرقهم, إلا أنه لا يصدر منه ظلم بوجه من الوجوه لأحد من المخلوقين البته. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم