أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة عشرة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع الشكور وهي بعنوان : الفرق بين الحمد والشكر • معنى الحميد بالنسبة لله عزوجل: هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا وإن لم يحمده غيره , فهو حميد في نفسه , والمحمود من تعلق به حمد الحامدين , وهكذا المجيد والممجد والكبير والمكبر والعظيم والمعظم كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله. • قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وذلك لأن أوصاف الكمال والجلال والعظمة التي اتصف الله عزوجل بها لا يحيط بها إلا الله سبحانه تعالى. قال ابن القيم رحمه الله: وهو الحميد فكل حمد واقع ** أو كان مفروضا مدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظيره ** من غير ما عد ولا حسبان هو أهله سبحانه وبحمده ** كل المحامد وصف ذي الإحسان • عبارات العلماء في معنى هذا الاسم الكريم متقاربة تدور حول معنى واحد أو متقارب فالحميد عندهم: هو المحمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه , وبسط لهم من فضله , وهو الذي استوجب عليهم الحمد بصنائعه الحميدة إليهم , وآلائه الجميلة لديهم. فهذه العبارات عبارات متقاربة يمكن أن يجمعها قول ابن كثير رحمه الله : هو المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه . وكما قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في التفسير: الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ,فله من الأسماء أحسنها,ومن الصفات أكملها وأحسنها , فغن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل. • الله سبحانه وتعالى حميد من وجهين: 1- أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فهو حميد من هذه الناحية , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين , وكل حمد يقع منهم في الدنيا والآخرة , وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ومقدرا حيث ما تسلسلت الأزمان , واتصلت الأوقات , حمدا يملأ الوجود كله , العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عد ولا إحصاء , فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم وأسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النغم والمكاره , فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو , فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات , وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات. 2- أنه يحمد على ماله من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العلى , والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة , فله كل صفة كمال , وله من تلك الصفة أكملها وأعظمها,فكل صفة من صفاته يستحق عليها الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة , فله الحمد لذاته وله الحمد لصفاته وله الحمد لأفعاله لأنها دائرة ببين أفعال الفضل والإحسان , وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد , وله الحمد على خلقه وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدرية والشرعية , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة,وتفاصيل حمده وما يحمد عليه لا تحيط بها الأفكارولا تحصيها الأقلام,كما قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في كتابه الحق الواضح المبين. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم