أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع الشكور وهي بعنوان: دلالة إقتران الشكور بالحليم قال خالد السبت : أما الحميد : فهو مأخوذ من الحمد , والحمد يقابل الذم , وحقيقة الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم , لأنه لو لم يكن مع المحبة والتعظيم فإنه حينئذ يكون نفاقا وتزلفا. *الحمد لا يكون شيئا في القلب وإنما يكون باللسان مع مواطئة الحب ومع المحبة والتعظيم لهذه الأوصاف التي حمدته بها. • تفسير العلماء للحمد بأنه الثناء على المحمود بأوصاف الكمال , وهذا فيه نظر لأن الثناء هو إخبار عن كمية الحمد , فهو تكراره ثانيا , ولهذا يقال إذا كررت الحمد ثانية سمي ذلك ثناءا , وإذا كررته أكثر من ذلك فإن هذا هو التمجيد , والدليل على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة المشهور من قول الله تبارك وتعالى ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين , فنصفها لي ونصفها لعبدي ) إلى أن قال ( فإذا قال العبد الحمدلله رب العالمين قال الله حمدني عبدي ) الآن أثنيت على الله بالأوصاف الكاملة ( وإذا قال العبد الرحمان الرحيم قال الله أثنى علي عبدي ) وعليه إذا فلا يقال أن الحمد هو الثناء على المحمود بصفات الكمال.• الحمد اسم جنس , والجنس له كمية وكيفية , فكميته هي التي يقال لها الثناء , والتمجيد كيفيته وتعظيمه.• هذا الحمد الذي نحمد الله عزوجل هو على نوعين:1- نحمده على إحسانه وإفضاله وإنعامه على عباده , وهذا يكون من قبيل الشكر. 2- حمد لما يستحقه بنفسه سبحانه وتعالى من نعوت الكمال , وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد حقيقة , وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال , وعلى قدر كمالاته يكون حمده مكملا. • قد يسأل البعض ما الفرق بين الحمد والشكر ؟- بعض أهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله والمبرد وطائفة ذهبوا إلى أن الحمد والشكر بمعنى واحد ولا فرق بينهما , وهذا فيه نظر ومعلوم أن الترادف لا يوجد في اللغة أو في القرآن إلا نادرا إن وجد. - ولهذا ذهب ابن كثير رحمه الله إلى الفرق بين الحمد والشكر,وقال بهذا التفريق طائفة من أهل العلم. - فالذين فرقوا قالوا الحمد كالمدح , ونقيضه الذم , وأما الشكر فإن الذي يقابله هو الكفران , تقول فلان شكر النعمة وفلان كفر النعمة , فالحمد لا يقابله الكفر ، وفرقوا أيضا من وجه آخر وقالوا إن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية , اللازمة مثل العظمة والمتعدية مثل الكرم والرزق والإنعام وما شابه ذلك يعني أنها تتعدى إلى المخلوقين , وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية , تشكره على إحسانه وإنعامه وأنه أنقذك من مكروه أو كربة أو مصيبة , وهكذا بالنسبة للناس , فأنت تشكر إنسان لأنه تفضل عليك أو أحسن إليك , فتقول أشكرك لما قدمت إلي من معروف , وأما الحمد فإنك تحمد هذا الإنسان على حسنه وعلى جمال وجهه وعلى طوله وعلى قوة شخصيته وعلى حيائه وكرمه, الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح , باللسان بأن تذكر محاسنه , وفي قلبك بأن يكون فيه محبة المنعم واستحضار هذا الإنعام , ويكون بالجوارح بأن تشتغل هذه الجوارح بالتقرب إليه , وأصل الشكر مأخوذ من الظهور , ولذلك يقال للعسلوج وهو فرع الشجرة التي قطعت يظهر منها فرع أخضر صغير يقال له شكير لأن هذا الغصن الصغير ظهر بعد أن لم يكن , ولهذا يقال شكرت هذه الدابة أي يظهر عليها أثر السمنة. ولهذا قال الشاعر: أفادتكم النعماء مني ثلاثة** يدي ولساني والضمير المحجب بمعنى أن إنعامكم ظهر أثره علي في ثلاثة أشياء , يدي فصارت جوارحي تعمل في التقرب إليكم بمقابل إحسانكم , ولساني بالثناء عليكم , والضمير المحجب بمعنى قامت هذه المعاني واستحضار النعمة في قلبي فلم أعرض عنها ولم أغفل عنها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم