أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة عشرة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الخامسة عشرة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: *معنى الشكر : 7) أمان من كيد الشيطان .. أخبر سبحانه وتعالى أن من مقاصد إبليس أن يمنع العباد من الشكر {ثمَّ لَآَتِيَنَّهم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمَانِهِم وَعَن شَمَائِلِهِم وَلَا تَجِد أَكثَرَهم شَاكِرِينَ} [الأعراف:17] .. فكأنه ذكرالداء والدواء الداء:هو جحود النعمة والدواء : هو الشكر .. فالشكر يحفظك من الشيطان. 8) من أراد أن يكون من صفوة خلق الله في الأرض فعليه بمزيد الشكر .. فالله وصف الشاكرين بأنهم قليل من عباده {وَقَلِيلٌ مِّن عِبَادِيَ الشَّكور} [سبأ :13] .. فهؤلاء هم الصفوة. وهناك بعض المفاهيم الخاطئة عن الشكر .. تعالوا كي نصححها : المفهوم الأول: اعلم أنه لا يوجد تعارض بين شكر الله وشكر الناس .. لأن الله أمر بشكر الناس إذا صنعوا لنا معروفاً .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لايشكر الله من لايشكر الناس" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]. وهناك فرق بين شكر العبد وشكر الرب .. فشكر الرب فيه خضوع وذل وعبودية، أما شكر الناس فمجرد مكافأة مقابل ما أعطاه لك، وتدعو له وتثني عليه. المفهوم الثاني: التحدث بالنعم والحسد .. قال النبي صلى الله عليه وسلم "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" [صحيح الجامع (943)] .. ولكن هناك نِعم لا يمكن أن يخفيها العبد ... وقد بين الشرع الحكيم الضوابط لهذا الأمر: الضابط الأول: لا تكتم النعمة وإن أسديتها فأظهر نعمة الله فيها .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" [رواه أحمد وصححه الألباني] .. استحضر دائمًا فضل الله عليك وأن هذه النعمة لم تأتِ بحولك ولا قوتك ولا تقصد بالتحدث بها أن تتميز على الناس، حتى يحفظك الله من كل حسد وابتلاء. الضابط الثاني: عدم الخيلاء والاسراف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة" [رواه أحمد وحسنه الألباني] أما الحاسد فعلاجه في قول الله تعالى{وَلَا تَتَمَنَّوا مَا فَضَّلَ اللَّه بِهِ بَعضَكم عَلَى بَعضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكتَسَبوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكتَسَبنَ وَاسأَلوا اللَّهَ مِن فَضلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكلِّ شَيءٍ عَلِيمًا} [النساء:32] المفهوم الثالث: استمتع واشكر .. قال تعالى {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنوا كلوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقنَاكم وَاشكروا لِلَّهِ إِن كنتم إِيَّاه تَعبدونَ} [البقرة: 172] .. إذا منَّ الله عليك بنعمة من نعمه فتمتَّع بها وقم بشكره عليها وتصريفها في مرضاته ولا تحرِم ما أحلّ الله. فهيا تميز عند ربك وكن من القليل .. واجعل لك من الاّن حظ من هذا المقام العظيم حتى لاتحرم من هذه الكنوز. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك