أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية عشرة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع الشكور وهي إستكما لا للماضية والتي هي بعنوان: المقدمة وروى الأزهري بسنده : أن مجاعة أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال قائلهم : ومجاع اليمامة قد أتانا **** يخبرنا بما قال الرسول فأعطاناالمقادة واستقمنا **وكان المرء يسمع ما يقول فأقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتب له بذلك كتابا : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب كتبه محمد رسول الله ،لمجاعة بن مرارة بن سلمى،إني أقطعتك الفورة وعوانة من العرمة والجبل فمن حاجك فإلي . فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فأقطعه الخضرمة ، ثم وفد إلى عمر - رضي الله عنه - فأقطعه أكثر ما بالحجر ، ثم إن هلال بن سراج بن مجاعة وفد إلى عمر بن عبد العزيز بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما استخلف فأخذه عمر ووضعه على عينيه ومسح به وجهه رجاء أن يصيب وجهه موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمر عنده هلال ليلة ، فقال له : يا هلال أبقي من كهول بني مجاعة أحد ؟ قال : نعم وشكير كثير;قال : فضحك عمر ، وقال : كلمة عربية ، قال : فقال جلساؤه : وما الشكير يا أمير المؤمنين ، قال : ألم تر إلى الزرع إذا زكا فأفرخ فنبت في أصوله فذلكم الشكير . ثم أجازه وأعطاه وأكرمه وأعطاه في فرائض العيال والمقاتلة ; قال أبو منصور : أراد بقوله : وشكير كثير أي ذرية صغار ، شبههم بشكير الزرع ، وهو ما نبت منه صغارا في أصول الكبار ; والشيكران : ضرب من النبت . وبنو شكر : قبيلة في الأزد . وشاكر : قبيلة في اليمن ; قال : معاوي لم ترع الأمانة - فارعها ** وكن شاكرا لله والدين - شاكر أراد : لم ترع الأمانة شاكر فارعها وكن شاكرا لله ، فاعترض بين الفعل والفاعل جملة أخرى ، والاعتراض للتشديد قد جاء بين الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر والصلة والموصول وغير ذلك مجيئا كثيرا في القرآن وفصيح الكلام . وبنو شاكر : في همدان . وشاكر : قبيلة من همدان باليمن . وشوكر : اسم . ويشكر قبيلة في ربيعة . وبنو يشكر : قبيلة في بكر بن وائل . قوله تعالى : {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا } أي يا ذرية من حملنا ، على النداء ; قال مجاهد ورواه عنه ابن أبي نجيح . والمراد بالذرية كل من احتج عليه بالقرآن ، وهم جميع من على الأرض ; ذكره المهدوي . وروي عن زيد بن ثابت أيضا ذرية بكسر الذال وشد الراء . ثم بين أن نوحا كان عبدا شكورا يشكر الله على نعمه ولا يرى الخير إلا من عنده . قال قتادة : كان إذا لبس ثوبا قال : بسم الله ، فإذا نزعه قال : الحمد لله . كذا روى عنه معمر . وروى معمر عن منصور عن إبراهيم قال : شكره إذا أكل قال : بسم الله ، فإذا فرغ من الأكل قال : الحمد لله . قال سلمان الفارسي : لأنه كان يحمد الله على طعامه . وقال عمران بن سليم:إنما سمى نوحا (عبدا شكورا ) لأنه كان إذا أكل قال : الحمد لله الذي أطعمني ولو شاء لأجاعني ، وإذا شرب قال : الحمد لله الذي سقاني ولو شاء لأظمأني ، وإذا اكتسى قال : الحمد لله الذي كساني ولو شاء لأعراني ، وإذا احتذى قال : الحمد لله الذي حذاني ولو شاء لأحفاني ، وإذا قضى حاجته قال : الحمد لله الذي أخرج عني الأذى ولو شاء لحبسه فيّ . ومقصود الآية : إنكم من ذرية نوح وقد كان عبدا شكورا فأنتم أحق بالاقتداء به دون آبائكم الجهال . وقيل : المعنى أن موسى كان عبدا شكورا إذ جعله الله من ذرية نوح . وقيل : يجوز أن يكون ذرية مفعولا ثانيا ل تتخذوا ويكون قوله : وكيلا يراد به الجمع فيسوغ ذلك في القراءتين جميعا أعني الياء والتاء في تتخذوا . ويجوز أيضا في القراءتين جميعا أن يكون ذرية بدلا من قوله وكيلا لأنه بمعنى الجمع ; فكأنه قال لا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح . ويجوز نصبها بإضمار أعني وأمدح ، والعرب قد تنصب على المدح والذم . ويجوز رفعها على البدل من المضمر في تتخذوا في قراءة من قرأ بالياء ; ولا يحسن ذلك لمن قرأ بالتاء لأن المخاطب لا يبدل منه الغائب . ويجوز جرها على البدل من بني إسرائيل في الوجهين . فأما أن من قوله ألا تتخذوا فهي على قراءة من قرأ بالياء في موضع نصب بحذف الجار ، التقدير : هديناهم لئلا يتخذوا . ويصلح على قراءة التاء أن تكون زائدة والقول مضمر كما تقدم .ويصلح أن تكون مفسرة بمعنى أي،لاموضع لها من الإعراب، وتكون "لا"للنهي فيكون خروجا من الخبر إلى النهي . أ ه [الأنترنت – موقع لسان العرب لابن منظور - لسان العرب جزء 8 ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم