أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الحادية عشرة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع الشكور وهي إستكما لا للماضية والتي هي بعنوان: المقدمة والشكور : من صفات الله جل اسمه ، معناه : أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء ، وشكرهُ لعباده : مغفرته لهم . والشكور من أبنية المبالغة . وأما الشكور من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأدائه ما وظف عليه من عبادته . قال الله تعالى : { اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور } ; نصب ( شكرا ) لأنه مفعول له كأنه قال : اعملوا لله شكرا ، وإن شئت كان انتصابه على أنه مصدر مؤكد . والشكر : مثل الحمد إلا أن الحمد أعم منه فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه ، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته . والشكر : مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أنه موليها ، وهو من شكرت الإبل تشكر إذا أصابت مرعى فسمنت عليه . وفي الحديث : (لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) ; معناه أن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه ، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر ، وقيل معناه أنه من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته كفر نعمة الله وترك الشكر له ، وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله ، وإن شكره ، كما تقول : لا يحبني من لا يحبك أي أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك ومن لم يحبك لم يحبني ; وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه . والشكر:الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف . يقال : شكرته وشكرت له وباللام أفصح . وقوله تعالى : {لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } يحتمل أن يكون مصدرا مثل قعد قعودا ، ويحتمل أن يكون جمعا مثل برد وبرود وكفر وكفور . والشكران :خلاف الكفران . والشكور من الدواب : ما يكفيه العلف القليل ، وقيل : الشكور من الدواب الذي يسمن على قلة العلف كأنه يشكر ، وإن كان ذلك الإحسان قليلا ، وشكره ظهور نمائه وظهور العلف فيه ; قال الأعشى : ولا بد من غزوة في الربيع *** حجون تكل الوقاح الشكورا والشكرة والمشكار من الحلوبات : التي تغزر على قلة الحظ من المرعى . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم