أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المئتين في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: مشهد الأسماء والصفات (فائدة جليلة) الإلحاد في أسمائه تعالى أنواع : أحدها: أن يسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية والعزى من العزيز وتسميتهم الصنم إلها وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبا وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة بالطبع ونحو ذلك وثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود إنه فقير وقولهم إنه استراح بعد أن خلق خلقه وقولهم: ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته. ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فيطلقون عليه اسم السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم والمريد ويقولون لا حياة له ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا إرادة تقوم به وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلا وشرعا ولغة وفطرة وهو يقابل إلحاد المشركين فإن أولئك أعطوا أسماءه وصفاته لآلهتهم وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها فكلاهما ملحد في أسمائه ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا الإلحاد فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب وكل من جحد شيئا عما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك فليستقل أو ليستكثر وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم الإلحاد وتفرقت بهم طرقه وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه ولم يجحدوا صفاته ولم يشبهوها بصفات خلقه ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظا ولا معنى بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات فكان إثباتهم بريئا من التشبيه وتنزيههم خليا من التعطيل لا كمن شبه حتى كأنه يعبد صنما أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدما وأهل السنة وسط في النحل كما أن أهل الإسلام وسط في الملل توقد مصابيح معارفهم من: ﴿شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ولَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشاءُ﴾ فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره ويسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته ومتابعة رسوله إنه قريب مجيب. فهذه عشرون فائدة مضافة إلى القاعدة التي بدأنا بها في أقسام ما يوصف به الرب تبارك وتعالى فعليك بمعرفتها ومراعاتها [ الأنترنت - موقع الباحث القرآني - تفسير ابن قيّم الجوزيّة — ابن القيم ] الخاتمة الحمد لله البديع الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله على إتمام هذا البحث العظيم [ البديع ] إن اسم الله البديع ليذكرنا بعظمة الله تعالى, الذي خلق هذا الكون فأبدع في صنعه، وأنه إذا أردنا أن نتخلق بما يتضمنه هذا الاسم من معاني عظيمة؛ فعلينا أن نتأمل ونتفكر في بديع خلق المولى -سبحانه-، ففي كل حركة وسكنة ومخلوق نجد أثر البديع تعالى, كما علينا أن نَفْرِقَ بين الإبداع وبين الابتداع، فنحن مسموح لنا أن نُبدع في الحياة في الصناعة والزراعة والعلوم وغيرها, وليس مسموحاً لنا أن نبتدع في الدين؛ لأنَّ البدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار. وقد بذلت قصارى جهدي وجمعت كل ماله علاقة وجميع النصوص في موضوعه من كلام رب العالمين البديع وكلام رسوله الأمين وأقوال الصحابة والتابعين والعلماء الربانيين المخلصين والمتبعين لحبيبنا صلى الله عليه وسلم ومن سار على دربه ، وما ورد في كلام العرب ، وعزوت كل قول الى قائله ، وهو أشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي ؛ إن اصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وعلى أتم إستعداد للرجوع إلى الصواب ، والحمد لله مجيب السائلين, وأمان الخائفين, ورجاء الآملين, وهادي الضالين ..... اللهم اجعله علما نافعا وعملا صالحاً متقبلاً ، والصلاة والسلام على إمام الهدى, ونور الدجى, وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً. انتهيت من هذا المؤلف في يوم الأحد الثالث من شهر ذي الحجة من العام الهجري 1440ه في منزلي بآل دماس – عراء – بني ظبيان – بمنطقة الباحة – المملكة العربية السعودية جوال 055551628 جمع وتأليف : الدكتور / مسفر بن سعيد دماس الغامدي