أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والثلاثون بعد المئتين في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثلاثون بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: مشهد الأسماء والصفات (فائدة جليلة) الخامس عشر: أن الصفة متى قامت بموصوف لزمها أمور أربعة : أمران لفظيان ، وأمران معنويان : فاللفظيان : ثبوتي وسلبي ؛ فالثبوتي : أن يشتق للموصوف منها الموصوف ويخبر بها عنه ، والسلبي: أن لا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه وهي قاعدة عظيمة في معرفة الأسماء والصفات . فلنذكر من ذلك مثالا واحدا وهو : صفة الكلام فإنه إذا قامت بمحل كانت هو التكلم دون من لم تقم به وأخبر عنه بها وعاد حكمها إليه دون غيره فيقال : قال وأمر ونهى ونادى وناجى وأخبر وخاطب وتكلم وكلم ونحو ذلك ، وامتنعت هذه الأحكام لغيره فيستدل بهذه الأحكام والأسماء على قيام الصفة به وسلبها عن غيره على عدم قيامها به ، وهذا هو أصل أهل السنة الذي ردوا به على المعتزلة والجهمية وهو من أصح الأصول طردا وعكسا. السادس عشر: أن الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما في الحديث الصحيح: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك" صحيح على الراجح فجعل أسماءه ثلاثة أقسام: قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه ولهذا قال (استأثرت به ) أي انفردت بعلمه وليس المراد انفراده بالتسمي به لأن هذا الإنفراد ثابت في الأسماء التي أنزل الله بها كتابه ومن هذا قول النبي ﷺ في حديث الشفاعة: "فيفتح علي من محامده بما لا أحسنه الآن "رواه البخاري ومسلم وتلك المحامد تفي بأسمائه وصفاته. ومنه قوله: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" رواه مسلم وأبو داود وغيرهما. وأما قوله ﷺ: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" رواه البخاري ومسلم فالكلام جملة واحدة وقوله: "ومن أحصاها دخل الجنة " صفة لا خبر مستقبل والمعنى له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها وهذا كما تقول : لفلان مائة مملوك وقد أعدهم للجهاد ؛ فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد وهذا لا خلاف بين العلماء فيه. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك