أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والعشرون بعد المئتين في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والعشرون بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: مشهد الأسماء والصفات والأسْبابُ مَعَ مُسَبَّباتِها أرْبَعَةُ أنْواعٍ: مَحْبُوبٌ يُفْضِي إلى مَحْبُوبٍ، ومَكْرُوهٌ يُفْضِي إلى مَحْبُوبٍ، وهَذانَ النَّوْعانِ عَلَيْهِما مَدارُ أقْضِيَتِهِ وأقْدارِهِ سُبْحانَهُ بِالنِّسْبَةِ إلى ما يُحِبُّهُ وما يَكْرَهُهُ. والثّالِثُ: مَكْرُوهٌ يُفْضِي إلى مَكْرُوهٍ، والرّابِعُ: مَحْبُوبٌ يُفْضِي إلى مَكْرُوهٍ، وهَذانَ النَّوْعانِ مُمْتَنِعانِ في حَقِّهِ سُبْحانَهُ، إذِ الغاياتُ المَطْلُوبَةُ مِن قَضائِهِ وقَدَرِهِ الَّذِي ما خَلَقَ ما خَلَقَ،ولا قَضى ماقَضى إلّا لِأجْلِ حُصُولِها لا تَكُونُ إلّا مَحْبُوبَةً لِلرَّبِّ مَرْضِيَّةً لَهُ. والأسْبابُ المُوصِلَةُ إلَيْها مُنْقَسِمَةٌ إلى مَحْبُوبٍ لَهُ ومَكْرُوهٍ لَهُ. فالطّاعاتُ والتَّوْحِيدُ أسْبابٌ مَحْبُوبَةٌ لَهُ، مُوَصِّلَةٌ إلى الإحْسانِ، والثَّوابِ المَحْبُوبِ لَهُ أيْضًا. والشِّرْكُ والمَعاصِي أسْبابٌ مَسْخُوطَةٌ لَهُ، مُوَصِّلَةٌ إلى العَدْلِ المَحْبُوبِ لَهُ، وإنْ كانَ الفَضْلُ أحَبَّ إلَيْهِ مِنَ العَدْلِ، فاجْتِماعُ العَدْلِ والفَضْلِ أحَبُّ إلَيْهِ مِنَ انْفِرادِ أحَدِهِما عَنِ الآخَرِ، لِما فِيهِما مِن كَمالِ المُلْكِ والحَمْدِ، وتَنَوُّعِ الثَّناءِ، وكَمالِ القُدْرَةِ. فَإنْ قِيلَ: كانَ يُمْكِنُ حُصُولُ هَذا المَحْبُوبِ مِن غَيْرِ تَوَسُّطِ المَكْرُوهِ. قِيلَ: هَذا سُؤالٌ باطِلٌ، لِأنَّ وُجُودَ المَلْزُومِ بِدُونِ لازِمِهِ مُمْتَنِعٌ، والَّذِي يُقَدَّرُ في الذِّهْنِ وُجُودُهُ شَيْءٌ آخَرُ غَيْرُ هَذا المَطْلُوبِ المَحْبُوبِ لِلرَّبِّ، وحُكْمُ الذِّهْنِ عَلَيْهِ بِأنَّهُ مَحْبُوبٌ لِلرَّبِّ حُكْمٌ بِلا عِلْمٍ، بَلْ قَدْ يَكُونُ مَبْغُوضًا لِلرَّبِّ تَعالى لِمُنافاتِهِ حِكْمَتَهُ، فَإذا حَكَمَ الذِّهْنُ عَلَيْهِ بِأنَّهُ مَحْبُوبٌ لَهُ، كانَ نِسْبَةً لَهُ إلى ما لا يَلِيقُ بِهِ، ويَتَعالى عَنْهُ. فَلْيُعْطِ اللَّبِيبُ هَذا المَوْضِعَ حَقَّهُ مِنَ التَّأمُّلِ، فَإنَّهُ مَزِلَّةُ أقْدامٍ، ومَضَلَّةُ أفْهامٍ، ولَوْ أمْسَكَ عَنِ الكَلامِ مَن لا يَعْلَمُ لَقَلَّ الخِلافُ. وَهَذا المَشْهَدُ أجَلُّ مَن أنْ يُحِيطَ بِهِ كِتابٌ، أوْ يَسْتَوْعِبَهُ خِطابٌ، وإنَّما أشَرْنا إلَيْهِ أدْنى إشارَةٍ تَطَّلِعُ عَلى ما وراءَها، واللَّهُ المُوَفِّقُ المُعِينُ. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك