أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون بعد المئتين في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والعشرون بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *من أسباب استجابة الدعاء 10- التوسُّل إلى الله تعالى بأنواع التوسُّل المشروعة: قال الراغب : "الوسيلة: التوصل إلى الشيء برغبة، وهي أخص من الوصيلة لتضمُّنها معنى الرغبة، قال تعالى: {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة من الآية:35]. وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم، والعبادة، وتحرِّي مكارِم الشريعة. وهي كالقربة، والواسِلُ: الراغب إلى الله تعالى" (مفردات غريب ألفاظ القرآن، ص: [871]). ومعنى قوله تعالى: "{وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}: أي تقرَّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه" (تفسير ابن كثير: [2/53]، وانظر: قاعدة جليلة في التوسُّل والوسيلة؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية، والتوسُّل أنواعه وأحكامه؛ للشيخ الألباني). 1- التوسُّل إلى الله سبحانه وتعالى بالإيمان به، وبوحيه، والإيمان برسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتباعه: قال تعالى عن المؤمنين: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:53]. 2- التوسُّل بأسماء الله تعالى وصفاته؛ لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف من الآية:180]. يقول ابن القيم رحمه الله عن فاتحة الكتاب: "ولما كان سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم أجلُّ المطالب ، ونيله أشرف المواهب، علَّم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يُقدِّموا بين يديه حمده، والثناء عليه، وتمجيده، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم: توسّل إليه بأسمائه وصفاته، وتوسّل إليه بعبوديته، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما دعاء. 3-ويؤيد الوسيلتان المذكورتان في حديثي الاسم الأعظم، اللذين رواهما ابن حبان في صحيحه، والإمام أحمد والترمذي. أحدهما: حديث عبد الله بن بريدة رضي الله عنه، عن أبيه رضي الله عنه، قال: "سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يدعو ويقول: وساق الحديث كما تقدَّم معنا، ثم قال: ففيه توسُّل إلى الله بتوحيده، وشهادة الداعي به بالوحدانية، وثبوت صفاته المدلول عليها باسم "الصَّمَدُ"، وهو كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "العالِم الذي كمل عِلمه، القادر الذي كملت قدرته". وفي رواية عنه: "هو السيِّد الذي كمل سؤدده". وقال سعيد بن جبير: "هو الكامل في جميع صفاته، وأقواله، وأفعاله. وبنفي التشبيه والتمثيل، بقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الصمد:4]، وهذه عقيدة أهل السنة، والتوسل بالإيمان بذلك والشهادة به هو اسم الله الأعظم". الثاني: حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رَجُلاً يدعو: وساق الحديث كما تقدَّم، ثم قال: وفيه توسُّل بأسمائه وصفاته. وقد جمعت فاتحة الكتاب الوسيلتين، وهما: التوسُّل بالحمد والثناء عليه وتمجيده، والتوسُّل إليه بعبوديته وتوحيده، ثم جاء سؤال أهم المطالب، وأنجع الرغائب -وهو الهداية- بعد الوسيلتين. فالداعي به حقيق بالإجاية؛ ونظير هذا دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كان يدعو به إذا قام يصلى من الليل، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ،وَالسَّاعَةُ حَقٌّ؛ اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلهِي لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ». فذكر التوسُّل إليه، بحمده، والثناء عليه، وبعبوديته له، ثم سأله المغفرة" اه (مدارج السالكين؛ للإمام ابن القيم رحمه الله: [1/ 20-21]، ط. دار التقوى - مصر). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك