أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة بعد المئتين في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: *من أسباب استجابة الدعاء 7- كثرة الدعاء في الرخاء. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: "قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيْبَ اللهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَخَاءِ» (أخرجه: الحسن بن سفيان، وأبو نعيم في الحلية: [1/31]، والبيهقي في شعب الإيمان: [5375]، والدينوري في المجالسة، وكنز العمال: [35695]، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع: [4519]، وأحمد: [14481] عن جابر، تعليق شعيب الأرنؤوط: "إسناده قوي على شرط مسلم رجاله ثقات غير ابن خثيم -وهو عبد الله بن عثمان- فصدوق لا بأس به، والدارمي، والحاكم). ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاء، يَعْرِفْك في الشِّدَّةِ» (أخرجه: الترمذي: [3382]، والحاكم في المستدرك: [1997]، وانظر: صحيح الجامع: [6290]). 8- كثرة ذكر الله. قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب من الآية:35]. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «ثَلاثَةٌ لا يَردُّ اللهُ دُعَاءَهُمْ: الذَّاكر الله كَثِيرًا، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَالإِمَامُ الْمُقْسِط» (أخرجه: البيهقي في شعب الإيمان: [6973]، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع: [3064]، والسلسلة الصحيحة: [1211]). وقال الضحاك بن قيس: "اذكروا الله في الرَّخاء، يذكركُم في الشِّدَّة، وإنَّ يونس عليه السلام كان يذكُرُ الله تعالى، فلمَّا وقعَ في بطن الحوت، قال الله عز وجل: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:143-144]"، وإنَّ فرعون كان طاغيًا ناسيًا لذكر الله، فلما أدركه الغرق، قال: آمنت، فقال الله تعالى: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس:91]. وعن رَاشِد بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، فَقَالَ: أَوْصِنِي. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: اذْكُرِ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ يَذْكُرُكِ فِي الضَّرَّاءِ،..." (أخرجه: ابن الجوزي في صفة الصفوة: [1/278]، وأبي داود في الزهد: [217] واللفظ له، وأبو نعيم في الحلية: [1/209]). وأعظمُ الشدائد التي تنْزل بالعبد في الدنيا الموتُ، وما بَعده أشدُّ منه إنْ لم يكن مصيرُ العبد إلى خيرٍ، فالواجبُ على المؤمن الاستعدادُ للموت وما بعده في حال الصحة بالتقوى والأعمال الصالحة، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:18-19]". فمن ذكر الله في حال صحته ورخائه، واستعدَّ حينئذٍ للقاء الله بالموت وما بعده، ذكره الله عندَ هذه الشدائد، فكان معه فيها، ولَطَفَ به، وأعانه، وتولاَّه، وثبته على التوحيد، فلقيه وهو عنه راضٍ، ومن نسيَ الله في حال صحته ورخائه، ولم يستعدَّ حينئذٍ للقائه، نسيه الله في هذه الشدائد، بمعنى أنَّه أعرض عنه، وأهمله، فإذا نزل الموتُ بالمؤمنِ المستعدِّ له، أحسن الظنَّ بربه، وجاءته البُشرى مِنَ اللهِ، فأحبَّ لقاءَ الله، وأحبَّ الله لقاءه، والفاجرُ بعكس ذلك، وحينئذٍ يفرحُ المؤمنُ، ويستبشر بما قدَّمه مما هو قادمٌ عليه، ويَنْدَمُ المفرطُ، ويقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} [الزمر من الآية:57]" (جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب الحنبلي رحمه الله، ط. دار المنار، ص: [194-195] بتصرُّف). وسيأتى معنا استجابة الله لدعاء المجتمعين في مجالس الذكر. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك