أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الحادية عشرة بعد المئتين في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: *من أسباب استجابة الدعاء ونذكر من أسباب استجابة الدعاء ما يلي: 1- الإخلاص لله تعالى؛ قال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر من الآية:14]. قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "فأخلِصوا لله وحده العبادة والدعاء، وخالِفوا المشركين في مسلكهم ومذهبهم" (تفسير ابن كثير: [4/112]). وقال تعالى مُخبرًا عن محنة نبيه سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:24]. وكذلك أيضًا؛ نجَّا الله أصحاب الغار بأنهم توسلوا إلى الله تعالى بأعمال صالحة عملوها خالصةً لوجه الله تعالى وسيأتي معنا الحديث بتمامه. ولقد نجا الله المشركين حين أخلصوا له الدعاء، لقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65]. وًعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا شَيْءَ لَهُ»، فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا شَيْءَ لَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ» (حسن صحيح: رواه النسائي: [3140]، وانظر: الصحيحة: [52]، وأحكام الجنائز: [63] للألباني. وقال: "حسن صحيح"). ويثاب العبد المسلم عن نيته الخالصة لوجه الله تعالى ولو حال القدر دون أن يقع هذا العمل، فعَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأنْمَارَيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وفيه: « «وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَاحْفَظُوهُ»، قَالَ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لأرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِّيَتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ» (أخرجه أحمد: [18031]، قال شعيب الأرنؤوط: "حديث حسن"، والترمذي: [2325]، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع: [3024]، وصحيح الترغيب: [14]). وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: "كان الربيع يأتي عَلقَمة يَوم الجمعة فإِذا لَم أَكن ثَمة أرسلوا إليَّ. فَجاءَ مرةً ولَستُ ثَمة فَلقِيني عَلقمةُ وقَال لِي: أَلم تَر مَا جاء بِه الربيع؟ قال: ألم تَر أَكثر مَا يدعو الناس، وما أَقل إِجابَتهُم، وذَلِك أن الله عز وجل لا يَقبَل إلا النَّاخِلةَ مِن الدعاء(أي المخلص من الدعاء ) قُلتُ: أَو لَيس قَال ذَلك عبد الله؟ قال: وما قال؟ قال: قال عبد الله رضي الله عنه: لا يَسمعُ الله مِن مُسمِّع، ولا مِن مُراءٍ، ولا لاعِبٍ، إلا داعٍ دعَا يَثبُتُ مِن قَلبه. قال: فذكرَ عَلقمَة؟ قال: نعم" (رواه البخاري في الأدب المفرد: [606]، وابن أبي شيبة في مصنَّفه: [29270]، والبيهقي في شعب الإيمان: [1096-1097]، وهناد في الزهد: [2/442]، وأبو نعيم في الحلية: [2/118]، وصحّحه الألباني في صحيح الأدب المفرد: [474]). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك