أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة بعد المئتين في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *فوائد معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا أمثلة توضح كيفية التعبد بمعاني الأسماء والصفات: سنتطرق لبعض الأسماء والصفات، وإلا فإن توضيح ما مضى لجميع الصفات أمر يطول، ولكن يمكن فهم الأسماء والصفات على ما سنذكره: 1- السميع: إذا استشعر العبد بقلبه سمعه (سبحانه) لأصوات عباده على اختلافها وجهرها وخفائها، وأنه سواء عنده من أسر القول ومن جهر به، ولايشغله من جهر عن سمعه لصوت من أسر، ولا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه الأصوات على كثرتها واختلافها واجتماعها، بل هي عنده كصوت واحد، فعلم أن الله يسمعه: فلا يقول إلا خيراً، بل يستحي أن يسمع الله من كلامه ما يخزيه ويفضحه عنده، وإنما يشتد في ألا يسمع منه إلا الكلام الحسن، بل ويكثر منه؛ حتى يحظى عند ربه (سبحانه) [ انظر: طريق الهجرتين، ص 76.] ويستشعر أن الله يـســمـــع كلام أعدائه، وأن الله ليس بغافل عنهم ولا يرضى ما يقولون، فعند ذلك يعلم أن الله معه وأنه ناصره لا محالة، وقد قال ابن القيم في النونية معبراً عن هذا المعنى: وهو السمـيع يرى ويسمع كل ما في الكون من سر ومـن إعـلان ولكل صـــوت منـه سمـع حاضر فالـســـر والإعــلان مستويــان والسمع منه واسـع الأصــوات لا يخفـى عليه بعيدهــا والداني 2- العزيز: وسنتعرض لطرف مــن معنى هذا الاسم العظيم، وهو مشاهدة عزة الله (سبحانه) في تقديره (تعالى) على عبده بالمعاصي والذنوب. فيشاهد عزة الله بـــأن قلّب قلبه وصرّف إرادته على ما يشاء (سبحانه)، وحال بين العبد وقلبه وأن يعرف أنه مدبّر مقهور، ناصيته بيد غيره، لا عصمة له إلا بعصمته، ولا توفيق له إلا بمعونته فهو ذليل حقير، في قبضة عزيز حميد [ انظر: تهذيب مدارج السالكين، ص 132.] 3- الودود: فهو يحب عباده الصالحين ويحبونه؛ فإن العبد إذا شاهد بقلبه غنيّاً كريماً جواداً، عزيزاً قادراً، كل أحد محتاج إليه بالذات، وهو غني بالذات عن كل ما سواه، وهو ـ مع ذلك ـ يود عباده ويحبهم، ويتودد إليهم بإحسانه وتفضله عليهم: كان له من هذا الشهود حالة صافية خالصة من الشوائب [ انظر: تهذيب مدارج السالكين، ص 559.] 4- السلام: وحقـيـقـــة هـــذه اللفظة (السلام) هي: البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب، فإذا علمت أن الله هو (السلام) فتعلم أن تجاوزه عنك في معصيتك وذنبك سلام من أن تكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة، كما أن عذابه سلام عن أن يكون ظلماً أو قسوة، بل هــــــو محض حكمته وعدله. وشرعه ودينه سلام من التناقض والاختلاف والاضـطــراب وخـــلاف مـصلحـة العباد ورحمتهم. وكذلك محبته لمحبيه وأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق من كونهــا محبة حاجة إليه أو تعلق أو انتفاع بقربه. فتأمل كيف تضمن اسمه (السلام) كل ما نُزِّه عنه (تبارك وتعالى)، واستشعر هذا بقلـبـك؛ فإنه يبعث على تعظيم ربك (سبحانه) [ بدائع الفوائد، 2/135، بتصرف.] 5- الجبار:ولاسمه (الجبار) ثلاثة معان: 1-أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده، ويجبر كسر القلوب المنكسرة، فكم جَبَر من كسير، وأغنى من فقير، وأعز من ذليل، فــــإذا عرف العبد هذا المعنى تعبد لله بمقتضاه، وسأله بأن يجبر كسره، ويعينه على عبادته. 2-أنه القهار، فهو يجبر عباده على ما أراد مـمـــا اقتضته حكمته، فيستشعر العبد أن أفعاله بقدرة الله، ويعلم أن أعداء الدين لن يصيبوه إلا بما قضى الله وأراد. 3- أنه العلي بذاته فوق جميع مخلوقاته، فلا يستطـيــع أحد منهم أن يدنو منه، فيبعثه ذلك على تعظيم ربه وإدراك عزته واستعلائه [ صفات الله (عز وجل) للسقاف، ص 78، بتصرف وزيادات، وانظر: توضيح الكافية للسعدي، ص 40، فقد ذكر معنى رابعاً..] والله أعلم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.[الأنترنت – موقع لها أون لاين - آثار التعبد بأسماء الله وصفاته - محمد بن عبد الله الزغيبي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك