أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة بعد المئتين في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *فوائد معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا 10) معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا هي الطريق إلى إصلاح القلوب وتزكية النفوس: إن مما ينبغي أن يعتني به كلُّ إنسان - لا سيما في خِضَمِّ هذه الفتن المتلاحقة، والملهيات المتتابعة - أن يزكي نفسه، ويجلو صدأ قلبه، وقد أمر الله تعالى بذلك، بل ربط الفلاح بذلك، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]، وقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14]. وتزكية النفس هي دعوة الأنبياء والمرسلين؛ ولذلك لما دعا موسى عليه السلام فرعون قال له: ﴿ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ﴾ [النازعات: 18]، قال تعالى عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]. وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم معنى التزكية بكلمةٍ جامعة مانعة، لها عَلاقة ساطعة بمعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، حين سأل رجل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ما تزكية المرء نفسَه يا رسول الله؟ فقال: ((يعلم أن الله معه حيث كان))[ رواه البيهقي، وصححه الألباني في الصحيحة.] وهذه الكلمة هي جِماع الإحسان، وهي تعبدٌ بأسماء الله العليم الرقيب الحسيب الشهيد السميع البصير سبحانه وتعالى[ التعبد بالأسماء والصفات؛ وليد الودعان.] تلك عشرة كاملة، اقرأها مرةً أخرى وعِها وارعَها وخُذْها بقوة، تفُزْ بالسعادة الكاملة. [الأنترنت – موقع الألوكة - أهمية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا- د. شريف فوزي سلطان] *آثار التعبد بأسماء الله وصفاته إن معرفة معاني الأسماء والصفات يحقق آثاراً ظاهرة لمن تعبّد لله بها، ومن هذه الآثار: 1- الأنس بالله ولمّ شعث القلب: (وذلك إنما هو أثر تجلي الأسماء والصفات الحسنى على قلب العبد، فترتفع حجب الغفلة والشك والإعراض، ويتم استيلاء سـلـطــان المـعـرفـة على القلب وقد استولى على العبد نور الإيمان بالأسماء والصفات ومعرفتها، ودوام ذكرهـا، والنظر إلى الواحد الفرد، الأول فليس قبله شيء، الآخر الذي ليس بعده شيء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، الباطن الذي ليس دونه شيء، سبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شــيء بآخـريـتــه، وعلا فوق كل شيء بظهوره، وأحاط بكل شيء ببطونه) (وإذا بلغ العبد في مقام المعرفة إلى حدٍّ كأنه يكاد يطالع ما اتصف به الرب (سبحانه) من صـفـات الـكــمـال ونـعــوت الإجلال، وأحست روحه بالقرب الخاص، حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقـلـبـــه وبين ربه، فإن حجابه هو نفسه، وقد رفع الله عنه ذلك الحجاب بـحـولـه وقـوتـه، فأفـضـى الـقـلـب والـروح حينئذ إلى الرب، فصار يعبده كأنه يراه) [تهذيب مدارج السالكين، ص 544 ـ 585.] 2- تعظيم الله (سبحانه وتعالى): فمن شاهد الصفة فلا بد أن يشاهد متعلقاتها، فإن النظر في متعلقاتها يكسب التعظيم للمتصف بها. فمن شاهد صفة الكلام مثلاً زادته تعظيماً لله (تعالى) ولا بد، إذ لو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر، وأشجار العالم كلها أقلام يُكتب بها كلام الرب (جل جلاله) لفنيت البحار ونفدت الأقلام، وكلام الله (عز وجل) لا يفنى ولا ينفد، فمن شاهد الصفات الأخرى بمثل هذه المشاهدة من العلم والقدرة ونحوها، وجال قلبه في عظمتها: ازداد معرفة وتعظيماً لله (سبحانه) [ انظر: تهذيب مدارج السالكين، ص 585.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك