أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة بعد المئتين في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *فوائد معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا 7) معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا تورث خشية الله : وكفى بها ثمرة لمن كان يرجو الله والدار الآخرة، فتلك هي حقيقة العلم؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: "كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار بالله جهلًا" [ مفتاح دار السعادة؛ ابن القيم.] فمن كان بالله أعرف، كان منه أخوف، ومن كان به أعلم، كان بشريعته أقوم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]؛ أي: العلماء به. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ خشية لله؛ لأنه كان أعلم الناس بالله، كان يقول: ((أنا أعلَمُكم بالله، وأشدُّكم له خشية))[ متفق عليه.] ، والمعنى: أنا أعلمكم بالله؛ ولذلك فأنا أشدكم له خشية. 8) معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا سبيل إلى النجاة من الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات: من عرف أن رئيسه في العمل حازمٌ وقوي، حرَص على رضاه وإتقان العمل بين يديه. ومن عرف رجلًا كريمًا، سعى للوقوف ببابه، والتعرض له في طريقه، وطلب منه حاجاتِه. ومن عرف شرطيًّا باطشًا، فإنه يخافه أشد الخوف، وإذا ذُكر أمامه ارتعدت فرائصه، ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، مَن عرَف الجبار القوي القادر العزيز شديد العقاب سريع الحساب، أقبَلَ على طاعته، وما أسرف على نفسه في المعاصي. قال الحسين بن أحمد الصَّفار: "سئل الشِّبلي – وأنا حاضر -: أي شيء أعجب؟! قال: قلب عرف ربَّه ثم عصاه"[ صفة الصفوة؛ لابن الجوزي.]، فما أسرَفَ العبدُ على نفسه بالمعاصي، وبارَز ربَّه بها، وانتهَك الحرمات في الخلوات، إلا بجهله بأسماء الله وصفاته. 9) معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا سبيلٌ إلى الاتصاف بها: فالله الملِك الحق الرحمن الرحيم العزيز الجبار المتكبر، يحب من عباده أن يتصفوا بصفاته، ويتحلَّوا بها على وجهٍ يليق بهم؛ فهو سبحانه وتعالى: رحيم يحب الراحمين، شكور يحب الشاكرين، كريم يحب المتصدقين، صبور يحب الصابرين، محسن يحب المحسنين، عفوٌّ يحب العافين، تواب يحب التوابين، طيب يحب الطيبين، جميل يحب الجمال، عليم يحب العلم وأهله، حيي ستير يحب أهل الحياء والستر، رفيق يحب الرفق، فأحباب الله هم الذين اتصَفوا بصفاته وتخلَّقوا بها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك