أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية بعد المئتين في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *فوائد معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا وإذا أحببته، تفانيت في طاعته، واشتقت إلى رؤيته؛ فإن موسى عليه السلام حين سمع كلامَ ربه - وكلامُ الله صفة من صفاته - أحَبَّه واشتاق إلى لقائه ورؤيته، وطلب ذلك منه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 143]، أرأيت إذا سمعت عن مخلوق له من صفات الجمال، فإنك تشتاق إلى رؤيته ولقائه، فكيف إذا علمتَ عن الخالق جل وعلا أسماءه وصفاته؟! 6) من عرف أسماء الله الحسنى وصفاته العلا كما ينبغي، فقد عرف كل شيء: • من عرف أن الله تعالى هو الخالق، عرف أن كل ما دونه مخلوق؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الزمر: 62]. • من عرف أن الله هو الرزاق، علم أن كل ما دونه مرزوق؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6]، وكذلك علم أنه لا يملك الرزقَ سواه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ [النمل:64] . • من عرف أن الله تعالى هو المَلِك، عرف أن كل ما دونه مملوك؛ قال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 17]. • ومن عرف ربَّه بالغنى، عرف نفسه بالفقر؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]. • ومن عرف ربه بالعلم، عرف نفسه بالجهل؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. • ومن عرف ربه بالبقاء، عرف نفسه بالفناء؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]. • ولهذا قيل: "من عرف ربه، عرف نفسه"، فمن عرف الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، علم أنه بالكمال موصوف، وبالإحسان والجمال والجلال معروف، وعرف أيضًا نفسه بكل نقص وعيب، إلا أن يرزقه الله كمالَ الإيمان والعمل الصالح والعبودية الصادقة، فيذل لعزَّتِه، ويخضع لقوته [ المعاني الإيمانية في شرح الأسماء الحسنى الربانية؛ وحيد بالي - بتصرف.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك