أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة بعد المئتين في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة بعد المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *فوائد معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا 3) معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا أصلُ كل عبادة: نعم، معرفة الله تعالى أصلُ امتثال الأوامر واجتناب النواهي، فلا يجتنب ما يُغضب اللهَ، ولا يمتثل ما يحبه الله، إلا مَن عرَف الله؛ ولذلك جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحِّدوا الله، فإذا عرَفوا الله فأخبِرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم وتُرد على فقرائهم...) 4) معرفة أسماء الله الحسنى من أعظم الأسباب لإجابة الدعاء: قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، يأمرنا الله تعالى أن ندعوَه بأسمائه الحسنى، ووعدنا أن يستجيب لنا؛ حيث قال: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، ففارقٌ كبير بين أن تدعو وتقول: اللهم اغفر لي، وبين أن تقول: اللهم يا غفار اغفر لي، وبين أن تقول: اللهم ارحمني، وبين أن تقول: يا رحيم ارحمني، وبين أن تقول: اللهم ارزقني، وبين أن تقول: يا رزاق ارزقني. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا، دعاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فكان يقول: ((اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلِحْ لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين))[ رواه أحمد والدارقطني، وصححه الألباني في صحيح الجامع.] ، فبدأ صلى الله عليه وسلم في دعائه بالأسماء والصفات المناسبة لدعائه. وكان يقول: (أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حزني، وذَهاب همِّي وغمي...))[ رواه أحمد والترمذي والدارقطني والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.] ، وأخذ العلماء من ذلك كذلك أن دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى من أعظم أسباب تفريج الكروب، وزوالِ الهموم والغموم. 5) الله تعالى يحب من أحبَّ أسماءه الحسنى وصفاته العلا: قال ابن القيم : "فمن أعجبِ الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيَه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تُعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنسَ بطاعته..."[ الفوائد] عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكَروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((سلُوه لأيِّ شيء يصنع ذلك؟))، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أُحبُّ أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أخبِروه أن الله يحبه)[ متفق عليه. ، وفي رواية: (حبُّك إياها أدخَلَك الجنة)[ رواه البخاري معلقًا، ووصله الترمذي.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك