أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة المئتين في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة المئتين في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *فوائد معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا 1) معرفة أسماء الله الحسنى من أعظم أسباب دخول الجنة: فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة) ومعنى إحصائها كما قال ابن القيم رحمه الله: مراتب إحصاء أسماء الله ثلاث: الأولى: إحصاء ألفاظها ومدلولها. والثانية: فهم معانيها ومدلولها. الثالثة: دعاؤه بها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180][ بدائع الفوائد.] فالجنة سلعة الله الغالية لمَن حفِظ أسماء الله الحسنى، وعرَف معناها، وعمل بمقتضاها، وتعبَّد لله تعالى بها. 2) معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا هي الطريق الرئيسي إلى معرفة الله: معرفة الله تعالى نوعان: معرفة عامة: وهي معرفة الإقرار التي يشترك فيها كلُّ الناس، البرُّ والفاجر، والمطيع والعاصي. ومعرفة خاصة: توجب رقابته والحياءَ منه، ومحبته وتعلُّقَ القلب به، والشوق إلى لقائه، هذه المعرفة الخاصة لا تتأتى إلا بمعرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا. قال ابن القيم عليه رحمة الله: "وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة باريها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلَمَ، كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر، كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد، والله يُنزل العبدَ من نفسه حيث يُنزله العبدُ من نفسه، فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنُه عَجب، وفتحه عجب، صاحبُه قد سِيقَتْ له السعادةُ وهو مستلقٍ على فراشه غَيرَ تَعِب..."[ طريق الهجرتين.] فلا يستطيع العباد إدراك حقيقة العبودية وتحقيقَها قولًا وفعلًا إذا لم يعرفوا صفات الباري جل جلاله، "فلو أراد أحد أن يتزوج ابنةَ رجل أو أن يزوِّجه أو يعامله، طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغيرِ أمره وكبيره، فالله الذي خلَقَنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه - أَولى أن نعرف أسماءه وصفاته، ونعرف تفسيرها"[ الحجة في بيان المحجة؛ الأصفهاني.] عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، انسُبْ لنا ربَّك، فأنزل الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4][رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك