أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائة في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: *آثار أسماء الله الحسنى الوجدانية والسلوكية إن معرفة الله تعالى، أهم قضية في حياة الإنسان، والله سبحانه كان ولم يكن شيء معه، استخلف الإنسان في الأرض، وجعل أولى مؤهلات خلافته معرفته لربه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وهذه المعرفة بالنسبة للمسلمين مكانها كتاب الله وسنة نبيه ، وتعجز عنها كل مذاهب الدنيا وفلسفاتها الوضعية. ولهذا فإن أسماء الله تعالى الحسنى تمثل عنوان التوحيد في القران الكريم، وذلك لما لهذه الأسماء بمدلولاتها ومعانيها من قيمة عليا في إيمان العبد، وتربية وجدانه،? وتهذيب سلوكه، في توجهه لدعاء ربه، ولقد تناولت هذه الأسماء دراسات وشروح، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى معرفة آثارها وتنظيمها وجدانياً وسلوكياً، ودراستها دراسة عقدية. ولقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع للأسباب التالية: 1- الإيمان بالله تعالى ضرورة فطرية ، وحاجة اجتماعية وعملية تظهر من خلالها آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى، في الوجدان والسلوك. 2- الإيمان بالله تعالى يقوم على معرفته بأسمائه الحسنى. 3- أسماء الله تعالى لا يعلمها على حقيقتها إلا هو ، وهو تعالى الذي يعلّمها للإنسان، ويبين لعباده معانيها من خلال آيات القرآن الكريم. 4-القرآن الكريم مرجع أسماء الله الحسنى الأول ، وهو مرجع الإيمان بها ، وقد عرضها القرآن الكريم عرضاً إيمانياً في سياق توحيد الله، ودعوة عباده للتأثر بها من خلال آثارها الإيمانية الوجدانية والسلوكية. وإن الدارس لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا في تاريخ الفكر العقدي يجد القضايا التالية: 1- إن كتب العقائد العامة تعالج هذه المسألة علاجاً كلامياً، بين فرق المسلمين من حيث معنى الاسم والصفة، وعلاقة الاسم بالمسمى، وعلاقة الصفات بالذات مما جعل مساحة الدراسة للأسماء الحسنى إيماناً وتأثيراً في السلوك غير ظاهر فضلاً عن جفاف مثل تلك الدراسات. 2- تناولت بعض الكتب القديمة المتخصصة بحث هذه الأسماء، على وجه التخصيص والموضوعية، من خلال الاتجاهات التالية،منها على سبيل المثال: أ-كتاب البيهقي في "الأسماء والصفات"، وهو يدور على الصفات أكثر من إثبات الأسماء بالدراسة، وتناول أسماء الله الحسنى بذكر الأحاديث والآثار الدالة عليها، والمثبتة لها، وقد ذكر في كتابه أحاديث كثيرة معظمها ضعيف. ب-كتاب "المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى" للغزالي، وقد تناول بحثاً للدلالات الروحية لأسمائه تعالى، وكان بحثه متأثراً بالتصوف. ج-كتاب "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" للقرطبي، تناول فيه الأسماء الحسنى من حيث دلالاتها اللغوية، وبعض آثارها العامة على الفرد المسلم، وقد بحث فيه كثيراً من الأسماء غير المتفق عليها أصلاً بين العلماء. د-إجابات ابن تيمية في بعض كتبه، وبخاصة المجلدين الخامس والسادس من كتاب الفتاوى، تناولت هذه الإجابات ردوداً على بعض الأسئلة التي تدور حول الأسماء الحسنى. هـ-وفي الكتب المعاصرة تناول بعض المُحدَثين قضية الأسماء الحسنى بأسلوب تقليدي لكتب السابقين مع بعض الإضافات الطفيفة، ومنها كتاب "موسوعة الأسماء الحسنى" للشرباصي الذي ذكر فيه مائتين وسبعة عشر اسما بالغ في الأخذ فيها، واعتبر كثيراً مما ينسب لله تعالى اسماً له، وقد كان متأثراً بالإيماءات الصوفية. ومنها أيضاً كتاب محمد الجمل "الأسماء الحسنى" وهو كسابقه إلا أنه التزم فيه بالأسماء الواردة في حديث الترمذي. وفي حدود إطلاع الكاتب، لم يجد بحثاً يتناول الآثار الوجدانية والسلوكية لأسماء الله الحسنى من القرآن الكريم كدراسة عقدية مستقلة شاملة لأسماء الله الحسنى في القرآن الكريم، مما دفعه لأن يحاول الإسهام في سدّ هذه الفجوة التي تخدم الدراسات العقيدية من القرآن الكريم في باب توحيد الله تعالى ومعرفة أسمائه الحسنى والتوجيه لآثارها الوجدانية والسلوكية . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك