أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والتسعون بعد المائة في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والتسعون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * قواعد في البدع والموقف من أهلها 6- سنّة النبي صلى الله عليه وسلم فعليّة وتركيّة. (سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما تكون بالفعل، تكون بالترك، فكما كلفنا الله تعالى باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعله الذي يتقرب به كذلك طالبنا باتباعه في تركه، فيكون الترك سنة، والفعل سنة، وكما لا نتقرّب إلى الله تعالى بترك ما فعل لا نتقرب إليه بفعل ما ترك، فالفاعل لما ترك، كالتارك لما فعل، ولا فرق بينهما) وكذلك قد يقع الابتداع بالترك كمن يحرّم على نفسه شيئًا، أو يقصد تركه تدينًا، أو يتدين بضد ما شرع الله تعالى؛ لأن هذا معارضة للشارع، والله تعالى يقول: "يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" [المائدة:87]. ففي الآية أن تحريم الحلال اعتداء لا يحبه الله تعالى * معاملة المبتدع : أمر الله تعالى بالعدل مع العدو المخالف، فقال سبحانه: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".[المائدة :8]. وحَرّم الله تعالى إيذاء المؤمنين أو الإساءة إليهم فقال :"والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا" [الأحزاب :58]. فالكلام على الناس, والحكم على أقوالهم وأفعالهم, وتقرير طريقة التعامل معهم, أو الموقف منهم , مبناه العدل, والتزام أُصول وقواعد منهج أهل السنة. قال ابن تيمية: (ولما كان أتباع الأنبياء هم أهل العلم والعدل , كان كلام أهل الإسلام والسنة مع الكفار وأهل البدع بالعلم والعدل , لا بالظن وما تهوى الأنفس) وقال: (وأئمة السنّة والجماعة , وأهل العلم والإيمان, فيهم العلم والعدل والرحمة, فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسٌنّة سالمين من البدعة... ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم, لا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبيّنوا خطأهم كان قصدهم بذلك بيان الحق, ورحمة الخلق) ويمكننا من خلال تلمّس مواقف وأقوال أهل العلم أن نبيّن معالم أساسيّة لطريقة التعامل مع المبتدع والموقف منه: 1- فأول هذه القواعد أن البدع متفاوتة وليست مرتبة واحدة , وهذا سبق بيانه, وأصحاب البدع الذين خالفوا السنة في أصول عظيمة ليسوا كمن خالفها في أمور دقيقة , وبناءً عليه يراعى في التعامل مع أصحاب البدع مدى مخالفة بدعهم للسنة. قال ابن تيميّة: (وأصحاب ابن كُلاّب كالحارث المحاسبي , والقلانسي ونحوهما خير من الأشعريّة , وكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل) وقال: (متكلّمة أهل الإثبات من الكلابيّة والكراميّة والأشعريّة... فهؤلاء في الجملة لا يطعنون في السلف بل قد يوافقونهم في أكثر جمل مقالاتهم. لكن من كان بالحديث من هؤلاء أعلم, كان بمذهب السلف أعلم , وله أتبع , وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها وقلة ابتداعها) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك