أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والتسعون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والتسعون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * قواعد في البدع والموقف من أهلها 3- كل عبادة وردت مقيّدة فإطلاقها بدعة. تأتي بعض العبادات مقيّدة بسبب معين، أو بمحل معين، فإذا طردها البعض دائمًا، أو في محل غير ما قيدت به، صارت بدعة من هذا الوجه. مثال ذلك أن الطواف لم يشرع إلا حول الكعبة، ولم يشرع السعي بين جبلين سوى الصفا والمروة، فلو طاف أحد حول غير الكعبة، أو سعى بين جبلين آخرين فهذه بدعة. قال ابن رجب: (وليس كل ما كان قربة في عبادة يكون قربة في غيرها مطلقًا، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً قائمًا في الشمس، فسأل عنه، فقيل: إنّه نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل وأن يصوم، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقعد ويستظل وأن يتم صومه، فلم يجعل قيامه وبروزه للشمس قربة يوفي بنذرهما... مع أنّ الصيام عبادة في مواضع أخرى كالصلاة والأذان والدعاء بعرفة، والبروز للشمس قربة للمحرم، فدلّ على أنّه ليس كل ما كان قربة في موطن يكون قربة في كل المواطن، وإنّما يتبع في ذلك ما وردت به الشريعة في مواضعها) 4- تغيير الحدود الشرعيّة المقدّرة: بدعة. الأحكام الشرعية الثابتة المقدرة كأنصبة المواريث، وعقوبات ارتكاب موجبات الحدود جعلها الشارع أحكامًا ثابتة لا تتغيّر ولا تتبدّل، فالتغيير فيها ابتداع في الدين، كمن زاد في الصلاة المفروضة، أو نقص منها، أو غير أنصبة الزكاة مثلاً. 5- دلالة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم. أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ليست نوعًا واحدًا، بل هي أنواع، فمنها ما يدل على الندب فيسنّ التأسي به فيها، ومنها ما يدل على إباحة الفعل فقط. فأفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي لم يظهر منها قصد التقرّب إلى الله، وليست بيانًا لأمرٍ وارد في القرآن، قد اختلف أهل العلم في دلالتها، فذهب جمهور أهل العلم على أنها تدل على رفع الحرج والإباحة فقط . وهذا هو الراجح (فإنّ الصحابة رضوان الله عليهم وهم أعلم الناس بالدين، وأحرص الناس على اتباع الرسول في كل ما يقرب إلى الله تعالى كانوا يشاهدون من النبي صلى الله عليه وسلم أفعالاً، ولما لم يظهر لهم فيها قصد التقرّب لم يتخذوها ديناً يتعبدون به ويدعون الناس إليه) وعليه فقصد التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأفعال ليس مندوبًا ولا مطلوبًا. قال ابن تيمية: (تنازع العلماء فيما إذا فعل صلى الله عليه وسلم فعلاً من المباحات لسبب، وفعلناه نحن تشبّهًا به مع انتفاء ذلك السبب، فمنهم من يستحب ذلك، ومنهم من لا يستحبّه، وعلى هذا يخرج فعل ابن عمر رضي الله عنهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في تلك البقاع التي في طريقه لأنّها كانت منزله، لم يتحرّ الصلاة فيها لمعنى في البقعة) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليك