أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والسبعون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والسبعون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *إبداع الله في الكون الإبداع في خلق الإنسان الإنسان جزءٌ من المنظومة الكونية العظيمة، وقد ظهرت آيات الإبداع في خلق الإنسان بشكلٍ جليّ، وقد دعا المولى -سبحانه- الإنسان إلى الالتفات إلى خفايا هذا الإبداع بقوله: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، وامتنّ الله -تعالى- على خلقه بأنّه أحسن خلقهم؛ فقال الله عزّ وجلّ: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ، ومن أهمّ ما تتجلّى فيه مظاهر الإبداع في خلق الإنسان: خلق الله للإنسان أبواباً تسعةً؛ هي: العينان، والأذنان، ومنفذان للشّم، والتّنفس في الأنف، وباباً للنّطق والمأكل والمشرب وهو الفم، وجعل له منفذان للتخلص من فضلات الجسم من البول والغائط، وإنّ كل عضو في جسم الإنسان مدعاةٌ للدّهشة، وأخذ العبرة وزيادة المعرفة بعظمة الخالق، وكلّ جزءٍ من تكوين الجسد يحتوي أسراراً عجيبةً من حيث تركيبه ووظيفته وشكله. جعل الله -تعالى- الرأس أعلى ما في جسم الإنسان، وأودع فيه الحواسّ الخمس، وجعل حاسة البصر في مقدمة وجه الإنسان، وكأنّ العينان هما الحارس الأمين والمطّلع الخبير بكلّ ما يحيط هذا البدن، وركّب -عزّ وجلّ- هذه العين من طبقاتٍ سبعٍ، تستقلّ كلّ طبقة منها بوظيفةٍ خاصةٍ، وعمل مُحكم، بحيث لو تعطّلت إحداها عمّا خُلِقتْ لأجله لعَميَ الإنسان، وفقد قدرته على الإبصار، تلك القدرة التي مكنّها الله -عزّ وجلّ- من حفظ نصف مليون صورةً ملونةً يومياً، وحماية لهذه الوظائف العظيمة التي تتولّاها بأمر الله -سبحانه- طبقات العين؛ فقد أوكل المولى -تعالى- للأهداب والأجفان مهمّة حماية وحراسة العينين من الأذى والغبار، فضلاً عن كونهما مظهر زينةٍ وجمالٍ، وجعل للعين ماءً يحفظها من الجفاف، وجعل طبيعة ماء العين مالحاً بدرجة مناسبة لصيانتها من المخاطر. يكشف خلق الله لعظام الإنسان من حيث شكلها ووظائفها مشهداً جديداً ومثيراً في الإبداع العظيم في خلق الإنسان؛ فقد جعل المولى -سبحانه- تركيب العظام قواماً للبدن، وأساساً له، ومعتمداً لاستقامته، وشكّلها بما يستقيم مع بُنية جسده وحاجاته؛ فمنها الصغير ومنها الكبير، وجعلها متفاوة الطول، ومختلفة الانحناء والاستدارة، ومنها ما هو مصمتٌ وآخر مجوّفٌ، ثمّ ركّبها على بعضها لتكون مستنداً لباقي تكوينات الجسد، وجعل بينها مفاصل تتناسب مع الحركة والوظيفة المطلوبة من كلّ جزءٍ من الهيكل العظمي، وشملتْ العناية والإبداع في الخلق تلك المفاصل؛ فشدّها بأوتارٍ عصبية لتؤدّي وظيفتها بإتقانٍ مقصودٍ. [الأنترنت – موقع موضوع - إبداع الله في الكون بواسطة: الاء جرار ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم