أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والسبعون بعد المائة في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والسبعون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * الطريق إلى الإبداع 75 – اتركْ طفلك يُنجِز أعماله في سهوله وبدون قيد، سواء كانت هذه الأعمال إدخالَ شيئين في بعضهما من الأشكال والمكعبات المختلِفَة، أو نَقْلَ غطاء من صندوق إلى آخَرَ، أو تعديلَ الوسادة من وضع إلى آخَرَ، أو إعادةَ تنظيم كُتُبه وحاجاته الخاصَّة، أوِ المساهمةَ في ترتيب بعض الأدوات المنزلية. 76 – وفِّرْ لِطِفلك خامات؛ كالخشب، والورق، والألوان، والصلصال، وغيرها؛ لكي يستخدمها في إنتاج متنوع، مع تشجيعِ هذا الإنتاج حتى لو بدا تافهًا، فمن الممكن أن يعمل مَرْكبًا منَ الخشب، أو طائرة ورقية، أو شكلَ طائر جارح؛ كالحِدْأَةِ والصُّقُور، أو فَلاحًا يسوق ماشيته في الصباح إلى الحقل، أو شَكْلاً لمدرسة وبها التلاميذ يقفون في طابور الصباح، كل هذه الأعمال قد يعتبرها الكبار غيرَ مفيدة؛ ولكنَّها تُمثِّل قِيمَةً جَيِّدة، ونوعًا من أنواع التفكير والإبداع. 77 – توفير الألعاب التركيبيَّة، ودَفْع الأطفال إلى عمل الصلصال لمزرعة دواجن مثلاً، أو لمنزل القدماء، أو ألعابهم التي كانوا يزاولونها، أو بناء منزل من قطع الخشب، أو إعداد عرائسَ منَ الورَق أو القطن أو الزُّجاجات الفارغة، أو عمل مبنًى معيَّن؛ كمبنى المطافئ، أو مكتب البريد، أو إدارة المرور، أو إعداد بانوراما لوصف أحداثٍ تاريخية، أو مشكلات مختلفة، أو رسم لوحات تُعبِّر عن موضوع معيَّن؛ كإحدى الحروب، أو سوق القرية، أو قوارب الصيد على سطح البُحَيْرة. 78 – تعويد الأبناء التمثيلَ التِّلقائيَّ الَّذي ينطلِق فيه الطفل دون الاستعانَةِ بِنَصٍّ مُحَدَّد، أو ملقِّن يُعطِيهِ المعلومة، ويتحقَّق فيه التعبير التلقائي الحُرُّ، بالإضافة إلى التنفيس عما في نفسه من شُحْناتٍ انفعالية؛ كأنْ يمثِّل مديرًا لإحدى الشركات، أو محاميًا يترافَع أمام المحكمة، أو شرطيًّا ينظم المرور، أو زعيمًا تاريخيًّا، أو قائدًا عسكريًّا. 79 – اهتمَّ برُسُومات طفلك، أو ما يقوم به من أعمال بسيطة، وبذلك تساعده على الوصول إلى تحسين إنتاجه، والاستمرارِ فيه، فإذا كان يرسُمُ أشكالاً في ورقة، أو في لوحة، فإنه من المفروض أن تُلْقِي نظرةَ استحسان وإعجاب بِما يفعل. 80 – يُروَى أنَّ أَحَدَ النَّاس أرادَ أن يكون مبدِعًا، فجاء إلى ضُفْدَعَة ووضعها أمامَهُ، وقال للضفدعة: (نُطِّي)؛ (أيِ: اقْفِزِي)، فنَطَّت (أي: قفزتْ) فكتب: قلنا للضُّفْدَعَةِ (نُطِّي فنَطَّتْ). ثم قطع يَدَها اليُمْنَى، وقال لها: (نُطِّي فَنَطَّتْ)، فكتب: قطعْنا اليد اليُمْنَى للضُّفْدَعَة، وقلنا لها (نُطِّي فَنَطَّتْ). ثم قَطَعَ يَدَها اليُسْرَى وقال لها: (نُطِّي فَنَطَّتْ)، فكتب: قطعْنا اليَدَ اليُمْنَى واليُسْرَى للضُّفْدَعَة وقلنا لها: (نُطِّي فَنَطَّتْ). ثم قَطَعَ رِجْلَهَا اليُمْنَى، وقال لها: (نُطِّي فَنَطَّتْ بصُعُوبَةٍ)، فكتب: قطعْنا يَدَيِ الضُّفْدَعَةِ ورِجلَها اليُمْنَي، وقلنا لها: (نُطِّي فَنَطَّتْ). ثم قَطَعَ رِجلَها اليُسْرَى وقال لها (نُطِّي فَلَمْ تَنُطَّ)، فكتب: قطعْنا يَدَيِ الضُّفْدَعَةِ ورِجلَيْها وقلنا لها: (نُطِّي فلَمْ تَنُطَّ)، ومن هنا أثبتتِ الدراساتُ أنَّ الضُّفْدَعَةَ إذا قُطِعَتْ يداها ورِجلاها، فإنها تصاب بالصَمَم!! إنَّنا لا نُرِيدُ لأبنائنا هذا النوعَ منَ الإبداع، الذي لا مَنْطِقَ فيه ولا عقل، ومن هنا نقول: احْذَرْ أن يكون ابنُكَ كصاحب الضُّفْدَعَةِ. ملحوظة: ليس هناك عَلاقةٌ بين الإبداع والتحصيل الدراسيِّ إلاَّ بنسبةٍ قليلة غيرِ ذاتِ قِيمَةٍ؛ فقد يكون المبدِع متأخِّرًا دِرَاسيًّا، وقد يكون صاحبُ الدكتوراه، والشهادات العليا غيرَ مُبدِع في شيء، فتوماس أديسون مخترِعُ المصباح الكهربائي لم يمكثْ في المدرسة سِوَى ثلاثة أشهُر فقط، وأينشتاين لم يكن متفوِّقًا في مادَّة الرياضيات؛ ولكنه بعدَما تحدَّى مُدَرِّسَ الرياضيات بعد أن أهانه، اخترع نظريَّتَهُ المشهورةَ وهي (نظرية النِّسْبِيَّة). [ الأنترنت – موقع الألوكة – هل فاتنا قطار الإبداع؟ - أحمد دعدوش ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم