أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والستون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والستون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: *هل فاتنا القطار إذن؟ بعد صراع طويل بين أنصار نظريتي الوراثة والتعليم، يمكننا - أخيرًا - القولُ بأن الاهتمام بدور البيئة والتعليم لا يعني تجاهل دور المورثات على الإطلاق، فقد مرَّ معنا ظهور الكثير من المواهب في سنٍّ مبكرة جدًّا، وقبل بداية تأثر الأطفال بالبيئة أو التعليم، ولكنه لم يثبُت أيضًا - حتى الآن - القولُ بوجود جينات وراثية مسؤولة عن كلِّ استعداد فطري يمكن اكتشافه. إذن؛ فالإبداع يبدأ في التكوُّن منذ السنوات الأولى من أعمارنا، حيث تُخلق الاستعدادات الأولية لمواهبنا قبل أن نتأثر بالخارج، ولكنها تحتاج إلى التدريب والتطوير كي تؤتي ثمارها، وإلاَّ فقد تذهب أدراج الرياح، والعملية التربوية الصحيحة تكون قادرة على الكشف عن الاستعدادات الخاصة لدى الطفل بسرعة كبيرة، كما تقوم في الوقت نفسِه بتكوينها عندما تتوفَّر الرغبة والعزيمة؛ لذا فإنه من الخطأ القول بأن الإبداع محكوم بالسنوات الأولى من العمر؛ إذ لا يبعُد أن تنتظر كوامن الإبداع من يخرجها حتى سنٍّ متأخرة. وسواء تمَّ اكتشافُ هذه المواهب أم لا، فإن ارتباطها بذروة الإنتاج الواقعة في منتصف العمر لا يعني أن نبْع الإبداع قابلٌ للنضوب على الإطلاق، إذ يرى بعض الباحثين أن انخفاض الإنتاج مع تقدُّم السنِّ لا يعود فقط إلى الضعف الجسدي، بل أيضًا إلى ما يعانيه مشاهير المبدعين من التزامات اجتماعية ومهنية تفرضها عليهم شهرتهم في المجتمع، ويحفظ لنا التاريخ عشرات الأعمال الإبداعية التي أنجزها أصحابها في سنِّ الشيخوخة، ومنها أعمال الطبيب "ابن النفيس"، والروائي "مارك توين"، والمخترع "غراهام بل". خلاصة القول: إذا كان السؤال الذي افتتحنا به المقال ما زال يشغل بالك عزيزي القارئ، فتأكَّد من أن فرصة لحاقك بركب المبدعين ما زالت قائمةً، وأن الإرادة إذا التقت بالظروف الملائمة والاستعداد النفسي، فإنها قد تكون قادرة على تحقيق ما يبدو لك مستحيلاً، وذلك بعد توفيق الله. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم