أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والستون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والستون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: * هل فاتنا قطار الإبداع؟ يسود بين الناس اليوم اعتقاد شائع، بأن الإبداع يبدأ في الظهور في المراحل المبكرة من الحياة، وأن الأشخاص المبدعين تُخلق معهم مواهب الإبداع الكامنة، ومن ثمَّ فإن الأشخاص الذين لا تظهر مواهبهم في سنٍّ مبكرة قد يصابون بالإحباط؛ بل واليأس من مجرَّد الحلم باكتساب أي مواهب جديدة، فهل هذا الاعتقاد صحيح من وجهة نظر العلم؟ *وراثة الإبداع: اشتغل الفلاسفة منذ القدم بمحاولة الكشف عن مواطن الإبداع والعوامل المكوِّنة له، وتباينت وجهاتُ النظر إلى حدٍّ كبير، فذهب أفلاطون إلى ربط الإبداع بالوراثة؛ بل جعل الوظائف والقدرات العقلية كلَّها وراثيةً، ثم قسَّم المجتمع في جمهوريته الخيالية أربع طبقات هي: الحكماء، والمحاربون، والعمال، والعبيد، وعندما واجه أفلاطون مشكلة بروز بعض الحالات الإبداعية في الطبقات الدُّنيا من المجتمع، كما هو ملاحظ في كلِّ العصور والمجتمعات، برَّر وجودها بأنها مجرَّد طفرات شاذة تجب إعادتها إلى زمرة الأطفال الموهوبين الذين أوكل إلى الحكماء مسؤولية تربيتهم. وفي العصر الحديث، وجد بعضُ علماء النفس الغربيين في هذه الفكرة ما يؤيِّد أفكارَهم العنصرية، فأوصى عالم النفس البريطاني "سيرل بيرت" (ت: 1971م) بعزل الطبقات الفقيرة ذات السلالات غير الأصيلة - من وجهة نظره - على اعتبار أن مشكلة الفقر في بريطانيا لا يمكن حلُّها إلا بالحدِّ من نسل طبقات العمَّال المهاجرين من دول متخلِّفة، وقد ثبت - فيما بعدُ - افتقارُ دراسات "بيرت" إلى المنهجية العلمية. *تعليم الإبداع: قوبلت نظرية "بيرت" المتطرِّفة بالكثير من الرفض في شرق العالم وغربِه، وكردِّ فعل عليها برزت دراساتٌ أخرى تعطي البيئة والتعليم دورًا جوهريًّا في تحديد القدرات الإبداعية لدى الطفل، إلى الحدِّ الذي جعَل البعضَ يعدُّها العامل الوحيد المكوِّن للذكاء، إذ ذهب "جون واتسون" (ت: 1958م) إلى أن التربية والبيئة الثقافية هما المؤثِّران الوحيدان في قدرة المرء على الإبداع، ويقول في ذلك: "أعطني اثني عشر طفلاً سليمًا ومعافًى، مع ظروف بيئية مناسبة؛ لأؤكِّد لك أنهم قادرون بمحض إرادتهم على تحقيق طموحهم، وستجد فيهم الطبيب، والمحامي، والفنان، والتاجر، والقائد، وحتى اللص والمتسوِّل، وذلك بغضِّ النظر عن ميولهم واستعداداتهم الفطرية أو موروثاتهم". إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم