أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الستون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الستون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * الإسلام والقدرة الإبداعية *وقفة صريحة: لقد آن الأوان، فلا نبدع إلاَّ ما يحقِّق الخير والنَّهضة لهذه الأمَّة، وأن نسلُك طريق التَّبشير الإبداعي الذي يحرِّك الهمم، بدلاً من التيئيس الَّذي يضعف قدراتنا الإبداعيَّة، وستكشف الأيَّام أنَّنا روَّاد القدرة الإبداعيَّة؛ لأننا أمة لا تنسى ما أنعم الله به عليها من الفضل والارتفاع، وعلو الشَّأن، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم. إنَّ مساحة العالم الإسلامي واسعة، وقدراته وإمكاناته عالية، فهو قادر على الاستِجابة لمتطلَّبات القدرة الإبداعيَّة، وتجاوُز التحدِّيات التي تحيط به، والمساهمة في دفْع حركة التَّاريخ الإبداعي المعاصر، وذلك يوم ألا ننسى أنَّنا خير أمَّة أخرجت للناس. [ الأنترنت – موقع الألوكة - الإسلام والقدرة الإبداعية - د. محمود حسن محمد ] *نعمة الإبداع لقد طلب الله - عزَّ وجلَّ - من الإنسان أن يستفيدَ من الطَّاقات الكونيَّة التي أوْدَعها الله - عزَّ وجلَّ - في هذا الكون، وقدَّرها بلطفه، وإرادتِه، وحكمتِه، كما منح الله - عزَّ وجلَّ - العقل لهذا الإنسان ليحسن الاستِفادة من الخيرات التي تقع بين يديْه، فيوظِّفها في إعْمار الأرْض ويُبدع في الاستِفادة منها؛ لأنَّه كلَّما أبْدع ازداد الخيْر بين يديْه وتقدَّمت الحياة، وتطوَّرت على نطاق واسع. روح الإبداع: الإبداع نعمة لا نصِل إليها بالاستِعْجال أو الكسل والتَّراخي؛ بل نَحصل عليْها بالسَّعي المنضبط، والهمَّة العالية، والثِّقة بالنَّفس، والإدارة النَّاجحة، والاختِراع المتجدِّد، والطَّاقات الواسِعة، وعِماد نجاحه الاستِخارة والاستشارة؛ لأنَّه ((ما خاب مَن استَخار، وما ندِم من استشار)). أمَّا أهمِّيَّة الإبداع وضرورته للحياة، فهي تنبع من الرُّؤية الإسلاميَّة التي تشجِّع كلَّ تقدُّم لمن شاء أن يتقدَّم، وتحارب كلَّ تأخُّر لِمن شاء أن يتأخَّر، وتشجِّع كلَّ إبداع منضبِط يَخدم الحياة، فالأُمم لا تقْوى على السَّير إلاَّ إذا أعطت هذه النِّعْمة حقَّها فاخترعت، وابتكرت، وأضافت إلى الحياة تطوُّراتٍ جديدة. إنَّ حياة المبدع سلسلةٌ لا تتوقَّف من التفاؤل والنَّجاح، من يوم أن يضع قدَمه على أوَّل طريق الإبداع، وهذا فضل يختصُّ الله به مَن يشاء من عبادِه؛ توفيقًا لهم وتكريمًا؛ {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]. فالأمل عند المبدِع نعمة؛ لأنَّه يقوي إرادة النهوض في الإنسان، والتطلُّع للأمام نِعمة تقود الآملين لعالم أفْضل وحرِّية أوْسع، فمَن أراد هذه الحريَّة، فليصنعْ لنفسِه شيئًا يليق بشخصيَّته، وليوقِنْ بأنَّه لا خيار له سوى أن يقوِّي كيانه بِما يحفظ له احترامَه وتقْديره بيْن النَّاس. والتفكير الإبداعي نعمة؛ فبه يسير الإنسان في طريقِه، ويُحدِّد أهدافه بدقَّة، ويتجنَّب أسباب السُّقوط إذا كان تفكيرُه إيجابيًّا، كما أنَّ التَّفكير يولِّد الحماس والنَّشاط، والفاعليَّة، والاستِبْصار. والتَّخطيط الإبداعي نعمة؛ لأنَّه يَجعل الأمم والشُّعوب تسير على هدًى وبصيرة، وتتمكَّن من بلوغ أهدافِها بحكمة واعية، ومَن لا أمل له لا أمل فيه، ومَن لا يملك محاولة التقدُّم فلن يكون له مكان فى عالم الغد، كما أنَّ التَّخطيط يساعد المخطط في التصدِّي للمشكلات التي تواجِهُه، وترتيب الأولويَّات التي يَحتاج إليْها. والأخذ بالأسباب نِعْمةٌ لا يقدرها قدْرَها إلاَّ مَن عرَف أنَّ روح الحياة في التحرُّك نحو الأفضل، واكتِشاف أسْرار الحياة لإعمارها. والإيجابيَّة نعمة لأنَّها عطاء وإنجاز لا يعرف التوقُّف، وتنمية الحياة وتطويرها بالعِلْم والمعرفة والهمَّة العالية والعمل. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم