أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * التدين والإبداع : التقاء لا افتراق رُوي أن عبدالله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسَّان بن ثابت - من شعراء المسلمين - أتَوْا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزل: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴾، وقالوا: هلكنا يا رسول الله! فأنزل الله: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾؛ يعني: ذكروا الله كثيرًا في كلامهم، وانتصروا في ردِّ المشركين عن هجائهم؛ كقول حسان في أبي سفيان بن الحارث: وَإِنَّ سَنَامَ المَجْدِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ بَنُو بِنْتِ مَخْزُومٍ وَوَالِدُكَ العَبْدُ وَمَا وَلَدَتْ أَفْنَاءُ زُهْرَةَ مِنْكُمُ كَرِيمًا وَلاَ يَقْرَبْ عَجَائِزَكَ المَجْدُ وَلَسْتَ كَعَبَّاسٍ وَلاَ كَابْنِ أُمِّهِ وَلَكِنْ هَجِينٌ لَيْسَ يُورَى لَهُ زَنْدُ وَإِنَّ امْرَأً كَانَتْ سُمَيَّةُ أُمَّهُ وَسَمْرَاءُ مَغْلُوبٌ إِذَا بَلَغَ الجَهْدُ وَأَنْتَ امْرُؤٌ قَدْ نِيطَ فِي آلِ هَاشِمٍ كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ ويؤكِّد ذلك ما رواه الترمذي وصححه، عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكةَ في عمرة القضاء، وعبدُالله بن رواحة يمشي بين يديه يقول: خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ اليَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ فقال عمر: يا بن رواحةَ، في حرم الله، وبين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول الشعر؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خلِّ عنه يا عمر؛ فإنه أسرعُ فيهم من نضح النبل)). *التشويه الثقافي: وهنا يجدر بنا أن نلفت النظرَ إلى أن قضية الإبداع ومفهومَه عند العرب والمسلمين، لا تنفصل عن عمليات التشويه الثقافي، والاختراق الفكري، الذي لعبه الاحتلال في الذهنية الثقافية للمسلمين خلال فترات الاحتلال العسكري، والتي ما زال يمارسها عبر وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة؛ حيث يسعى الغرب - وبشكل دائم - إلى تأطير الكثير من المفاهيم والأفكار بحسب رؤيته ونظرته، ويعمل على ترويجها باعتبارها الوجهَ الأوحد لهذه الأفكار، والتي يختلف كثيرٌ منها في نشأته، ومنطلقاته الفلسفية، من حضارة إلى أخرى. وهو ما ينطبق على مفهوم الإبداع، الذي أضحى عند العرب والمسلمين انعكاسًا لما هو عليه في الغرب، آخذًا في الوقت ذاتِه أشكالَه، ومعاييرَه، وسماتِه؛ بل انحياز الكثيرين لأدواته، التي - فضلاً عن تعارضها مع الثوابت الإسلامية - تتنافر مع الذوق النفسي لأبناء الحضارة الإسلامية، ومن ذلك مثلاً فن الباليه، الذي تحرِّمه الشريعة الإسلامية، ولا يستسيغه العرب والمسلمون، ويرونه متعة محرَّمة، في حين يتظاهر البعض بتأثُّرهم الشديد به، وانفعالهم معه، لدرجة متابعتنا للغرب، ووصف مثل هذه الحركات بالفن الرفيع والراقي، واعتبار المتابع لما يسمى بالفن الأوبرالي بالمثقف الواعي! وفي المقابل، فإن فن الإنشاد والتواشيح الموجود في بلادنا، ويؤثِّر بشكل كبير في قطاعات كبيرة منهم – لا يعدُّ بالنسبة للغربيين إبداعًا؛ فهو ليس وليدَ بيئتهم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم