أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة في موضوع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان:*إصحب مبدعاً ولا تبال من عظمة ديننا أنه يأمرنا بأن نتبع الأحسن وأن نصادق المخلصين، ونكون مع الصادقين، ونقتدي بالمتفوقين، والمتميزين؛ لنكون مثلهم أو نقترب من موقعهم الإبداعى المتميز، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]. يحتاج الإنسان فى حياته إلى الصديق ليتبادل معه الألفة، والمحبة، ويتعاون معه فى أمور الحياة، فكم من صداقة معرفية واجتماعية جمعت بين شخصين ليس بينهما زمالة أو تقارب فى الأعمار فكانت الثقة المتبادلة بينهما قوية، وبهذه الثقة تطيب العلاقة وتتكامل، ويتراحم أهلها، وكم من مصاحبة علمية وتنموية كان لها أثرها فى تكوين المبدعين، وصناعة القادة. يميل البشر إلى الصديق الموهوب لكن قل من يحرص على الاستفادة من موهبته وإبداعاته، ومقياس الاستفادة من هذه الصحبة الإيجابية أن نتقدم معها ونتعلم، وتتغير حياتنا نحو الأفضل، فهناك صداقات سلبية كثيرة لا شغل لأصحابها سوى اللهو واللعب والضحك وتضييع الأوقات فى الأمور الفارغة والأعمال الهابطة. وإذا كان النجاح فى الصداقة يعتمد على التدقيق فى اختيار الصديق فحري بنا أن نختار الصديق المبدع الذى يصفو قلبه ويصدق وعده وتؤثر فينا حكمته فمصاحبة هؤلاء تغني عن مصاحبة أهل الغفلة. تخيل أن فى حياتك صديقاً مبدعاً لا يفارقك أبداً ولا يتخلى عنك فى أوقات الرخاء أوالشدة وأنت لا تبتعد عنه فتراسله، أو تتصل به، أو تسافر معه، أو تقرأ وتسمع له، وتتلمذ على يديه، وتخيل حجم الاستفادة التى يمكن أن تتحقق لك من وراء صداقتكما التى لا تتباعد ولا تؤثر فيها الأهواء والمصالح الشخصية. الصديق المبدع بما لديه من فقه وبصيرة وليس ذلك عند كل مبدع يمكن أن يساعدك فى حل مشكلاتك إن كان هناك مشكلات، وحياتنا جميعاً لا تخلو من المشكلات، فالصديق المبدع المتميز يستوعب مشكلاتك وهمومك وأحزانك، ويضع لها الحلول الإبداعية الملائمة، أو يدل على من يجد لها الحلول. الصديق المبدع حينما يكون فى غاية النبل والوفاء يعطيك من خبراته وتجاربه الناجحة، ويحفزك إلى الرقى والإبداع، ويوجهك للطريق الإبداعى الصحيح، ويساعدك بالإمكانات اللازمة إن احتجت إليها، ويحرص دائماً على تعليمك ما ينفعك، وتحذيرك مما يضرك. وحين يكون هذا المبدع من المعدن النفيس فإن مصاحبته تكون كنزاً؛ لأنك كلما اقتربت منه تزداد تحليقا فى سماء الرقى والإبداع. فإذا حدث أن تفوقت عليه وتميزت بشيء تضيفه إلى عالم الإبداع لن يقلق أو يغضب، أو يحاربك فى إبداعك وتفوقك لأنه يحب الخير لك كما يحب لنفسه ويريد إسعادك. إذا صاحبت مبدعاً، فكن مقدراً لشخصيته واشكره إذا صنع لك معروفاً أو قدم لك نصيحة، وأعلن احترامك الدائم له، ولما يحمله من العلم، والثقافة، والخبرة الواسعة، والنظرات الواقعية، والأمل فى الحاضر والمستقبل. فإذا تعلمت على يديه، فتحلّ بآداب المتعلم من حسن الإنصات والفهم لما يقول، ومجاهدة النفس كى تبلغ درجته العالية، أو تتفوق على هذه الدرجة. ونصيحتى:إذا وجدت صديقاً مبدعاً ومخلصاً فى علاقته معك، فحاول أن تحافظ على علاقتك الطيبة معه فلا تفرط فيه، أو تنساه، أو تتخلى عن صداقته لأنه سينفعك ويفيدك. [الأنترنت – موقع الألوكة - اصحب مبدعاً ولا تبال - د. محمود حسن محمد ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم