أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون بعد المائة في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والأربعون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * موقف الأدب الإسلامي من الإبداع بمعناه الحقيقي: ومن هنا كانت قضية (الإبداع الفني) أصيلة في الأدب الإسلامي؛ إنها تنبع من الرؤية الإسلامية الناضجة للأدب بصفة عامة، وليس قضية عابرة، ولا أمرًا وافدًا علينا، والأدب الإسلامي يرى أن الإبداع الفني ينبثق من التراث الإسلامي أصلا، ثم يفيد من التجارب الحديثة، أي أنه يُبنى على قاعدة أصيلة، فهو ليس قفزًا في الهواء. إن شبهة إهمال الأدب الإسلامي للإبداع الفني باطلة، وإنما روج لها أدونيس وأمثاله؛ الذين لا ينظرون إلى الماضي، ولا يرتبطون بتراثهم إلا بما يخدم وجهة نظرهم المحددة القائمة على التساؤل الرافض لكل شيء يمت إلى أصالة الأمة الإسلامية القائمة على الدين بصلة، وبهذا يقولون بوجوب تبني المشروع الحداثي الذي يعني أن نتساءل عن الدين والشعر ما هما، أي دين وأي شعر؟؟ أما الأدب الإسلامي فهو يعرف الدين تمامًا، ويعرف الشعر والأدب. ولهذا فهو يشكل نقطة الضوء التي يمكن أن يستدل بها الجيل في سراديب الأدب المعاصر المظلمة. الأدب الإسلامي أرحب صدرًا وأوسع أفقًا مما يتصورون. إنه يستوعب كل الهموم وكل التطلعات ولا يضيق بخواطر النفس وخطراتها، وآلامها وآمالها. إن الأدب الإسلامي يحفظ ويحافظ على جماليات الفن وموسيقاه، وصوره وخياله ولغته المتميزة. *إذا أبدعت بشريتهم، فاين نكون نحن المسلمين؟! لقد خلق الله الأرض، وأودع فيها ما ينفع الناس، لا فرق في هذا بين مؤمن وكافر، فالرزق الذي ينزل للخلائق من نبع رحمته، وأثر فضله - سبحانه وتعالى - وقد وهب الله - عز وجل - الإنسان القدرة على تطوير الحياة، فبدأ الإبداع البشرى ينهض بوسائل يسيرة، إلى أن وصل العالم اليوم إلى مرحلة من التقدم واسعة ومذهلة. كما سخَّر الحق - عز وجل - مبدعين ومخترعين لصنع الأدوات التي تخدم البشرية، حيث تظهر كلَّ يوم اختراعات بشرية تخدم حياة الإنسان، فحلت هذه المخترعات كثيرًا من المشكلات، وابتدأت سلسلة من الابتكارات والاختراعات لم تتوقف حتى كتابة هذا المقال، ولن تتوقف حتى يتوقف تيار هذه الحياة الدنيا. لقد ساهمت هذه الاختراعات إيجابيًّا في تواصل الحضارات ونهضة المجتمع الإنساني، كما كان لها سلبيات تمثلت في الحروب والنزاعات والاعتداءات المتكررة على حقوق الإنسان وشيوع المكر، والكيد، والخديعة، والإيذاء بين الناس. إن الذين قاموا بهذه الإبداعات ليسوا ملائكة؛ إنما هم بشر مثلنا، لم تساعدهم قدراتهم على حسن المعيشة فأرادوا أن ينتقلوا للأفضل والأحسن، فطوَّروا، واخترعوا، وجاؤوا بالأعاجيب، فكل جهد بشري له قيمة تنموية في الحياة يعدُّ إبداعًا نافعًا. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم