أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والثلاثون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: هل يقتصر الذكاء "التفكير" على شعبٍ دون آخر، أو فردٍ دون آخر؟ يوجد بلدان متقدمة وأخرى متخلفة. بالعودة إلى المقولة السابقة لـ "روديار كيبلينغ": "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"، يبدو للوهلة الأولى أن التخلُّف صفة أزليَّة من الصعب الخروج من أتُّونها ومن زلاَّتها، هذا التصور دفع في المقابل "ريتشارد نيسبت" إلى القيام ببعض الأبحاث التجريبيَّة على بعض الأطفال في الغرب والشرق، فرأى أن الأول يتعلم الأسماء أسرع من الأفعال، والثاني يتعلم الأفعال قبل الأسماء، وفسَّر ذلك بأن الغربيون ينزعون إلى تطبيق المنطق الصوري عند الاستدلال، وقد يوقعهم هذا في أخطاء، بينما ينزع أبناء الشرق إلى النظر في القضايا في إطار تناقضاتها، مما يعني اجتماع النقيضين وصولاً للفهم، وبالتالي وصول إلى حقائق[ ريتشارد إي.نيسبت؛ "جغرافية الفكر"، ص (12).] لكن المفكِّر "لويس البرتو ماتشادو" أوَّل وزير للذكاء في العالم، يقول: "ليس هناك شعبٌ أذكى من شعبٍ آخر، كما زعم دُعاة العنصريَّة والفوقيَّة على الدوام، وبنوا أمجادهم على ظلم باقي الشعوب"، واستطرد قائلاً: "يمكن لكلِّ فردٍ أن يكون ذكيًّا؛ فالذكاء مهارة قابلة للتعلُّم، وهو حقٌّ طبيعي لكلِّ فردٍ. ويؤكِّد "ماتشادو" على ثلاثة أمور أساسيَّة، يراها مرتبطة معًا وفي غاية الأهميَّة: هي الحريَّة، والعدالة، والذكاء، كما يُصر على الدور التربوي في بناء مجتمع حرٍّ وعادلٍ وذكي، ويؤكِّد كذلك "أن العبقريَّ ليس رجلاً خارقًا؛ إذ يمكن لكلِّ رجلٍ عادي أن يكون ذلك الرجل الخارق"[ ماتشادو، لويس البرتو؛ ترجمة : د. عادل عبد الكريم ياسين؛ "الذكاء حق طبيعي لكل فرد"، قبرص: دار الشباب للنشر والترجمة والتوزيع، 1989م ، ص (32).] #أهم معوِّقات التفكير الإبداعي: تتعدد المعوِّقات والمثبطات لكل أشكال الإبداع، لكن يظل أهمها ما يلي: 1- المعوِّق النفسي: يتجلَّى إما في العيش في الخيالات والأوهام والأحلام الفارغة والتعامي عن حقائق الواقع، والخيال مفيد إذا كان بقدر ما يسعى الإنسان إليه من تطوير للواقع وإبداع وتجديد في حدود الممكن، أما إذا حلَّق بصاحبه في أجواء المستحيلات وعاش في ظلاله فقط معرضًا عن العمل، فهو الداء القاتل للفكر، والمرض الفاتك بالعقل، أو الخضوع للطُّرق المألوفة في الحل ومقاومتنا للتغيُّر، معنقص الثِّقة بالنفس وبأفكارنا و تصوراتنا، والخوف من الظهور بمظهر الأغبياء. 2- معوِّق ذهني موروث: يظهر في تقبُّل الأحكام المسبقة دون تمحيصها وفحصها وابتلاعها على عواهنها. 3-المعوِّق البيئي: التربية الأُسريَّة التقليديَّة التي تقتل الإبداع في الطفل فتجعله انطوائيًّا، رحم الله علي بن أبي طالب إذ يقول: أدِّبوا أبناءكم لزمانهم؛ فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم"، ثم المدرسة التي تعتمد التفكير التسلُّطي والطريقة الإلقائيَّة في التدريس، دون أن ننسى دور المجتمع "السلطة" التي تقمع كل جديد، ويعمل على استئصاله والسخرية منه مع تراكم التخلُّف الحضاري ردحًا من الزمن، لكن الأخطر من هذا كله هو الجو السياسي المتبَع: "قَمْع الحريَّات، عدم الاهتمام بالبحث العلمي". 4-التواكل الطفيلي: بمعنى أن يعوِّد الإنسان نفسه على أن يفكر الآخرون نيابةً عنه، حتى في أخص أموره، فيصاب بالترهُّل الفكري والجمود العقلي، ويصبح كالنبات الطفيلي الذي يعيش على أغصان شجرة أخرى، وبمجرد أن يذبل ذلك الغصن أو يقطع تنتهي حياة ذلك النبات الطفيلي، وهذا شيء والمشاورة والاستفادة الإيجابيَّة من الآخرين شيءٌ آخر. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم