أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والأربعون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: ماذا عن التفكيرالإبداعي ؟ : أما في الغرب، فلم تبدأ إرهاصاته إلا على يد اثنين من الأطباء النفسيين الفرنسيين في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وهما Jean Etiene Esquirel : الذي ميَّز بين المرض النفسي والتخلُّف العقلي، وJean Mark Etard: من الآباء المؤسسين لمجال التربية الخاصة؛ فخبرته مع أحد الأطفال الذي يفتقر إلى اللغة وإلى أبسط مهارات الحياة كانت بمثابة جهد منظم لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة[ د.محمد طه؛ "الذكاء الإنساني": اتجاهات معاصرة وقضايا نقديَّة، سلسلة عالم المعرفة، العدد (330)، أغسطس 2006، ص (17-18)، بتصرُّف يسير.] ب- التفكير الإبداعي والذكاء: جدليَّة الثابت والمتحوِّل : لا شك أن العلاقة بينهما عميقة، وتكاد أن تكون ملتحمة؛ فالمبدع مفكِّر وذكي، إلا أن "الإبداع يتصف كذلك بالمثابرة والعمل الجاد لشخص نشيط ومَرِن وذي فعالية عالية"[ روشكا الكسندرو؛ "الإبداع العام والخاص"؛ ترجمة: د. غسان عبد الحي أبو فخر، الكويت: عالم المعرفة، 1989م ، ص (72).] ولا بدَّ من وجود دافعيَّة كشرط أساسي للقيام بأيِّ نشاطٍ عقلي مُبدع، كالحماس والحساسية والانجذاب لما هو غامض، وحُب السؤال، والرغبة في التميُّز والخلق[د. إبراهيم عبد الستار؛ "آفاق جديدة في دراسة الإبداع"، الكويت: وكالة المطبوعات، 1978، ص (95).] وإنَّ أيَّ عملٍ إبداعي ما هو إلا "عمليَّة خلق شاقَّة يقوم بها المبدع؛ لكي يحتفظ بتكامله الشخصي أو بتكامل مجتمعه"[ د.إبراهيم، نفس المرجع، 1978، ص (107).] وإذا كان التفكير الإبداعي يتصف بقيمته العالية ونتائجه المفيدة للفرد والمجتمع، فهو إذًا يقتصر على استخدام الذكاء بطرقٍ إيجابيَّة تخدم الشخص نفسه من جهة، والآخرين المحيطين به والذين يشاركونه العيش على هذا الكوكب من جهة أخرى، بينما يمكن استخدام الذكاء بطرق سلبيَّة. فالذي يفكِّر في صنع الأسلحة المدمرة هو شخص ذكي، ولكنه بدلاً من توظيف ذكائه في إبداع صناعات لفائدة البشريَّة ورفاهيتها، نراه قد صنع أدواتٍ لتدميرها. لذا؛ فالذي يميِّز بين التفكير الإبداعي والذكاء أنَّ الأوَّل يقترن بالقِيَم الإنسانيَّة والْمُثُل والأخلاق، أما الثاني فقد ينحرف عنها أحيانًا. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم