أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: * رداءة التعليم هو سرُّ التخلُّف ولله در الشافعي إذ يقول: نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا ***وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا وَنَهْجُو ذَاالزَّمَانَ بِغَيْرِ ذَنْبٍ*** وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لهَجَانَا وَلَيْسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْبٍ ***وَيَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا عَيَانَا إن نظرةً سريعة إلى الواقع القائم في العالم العربي والإسلامي كفيلة بأن تجعل الدم يجفُّ في العروق، حيث التسلُّط، ومنع أيِّ شكلٍ من أشكال الابتكار، رغم أن بعضها يتمسَّح بمسوح الحريَّة، يقول جبران إبراهيم جبران : "الإبداع لا يأتلف مع الخوف؛ إذ كلما كتبت عبارة، خِفت وفكَّرتُ في شطبها؛ فإن كتابتك لا تستحق أن تقرأ، يجب على العربي أن يهيئ لنفسه ذلك المناخ الذي يمنع عنه الخوف، فيستطيع أن يقول ما يراه بحريَّة، وإلا فإن تفكيرنا سيظلُّ من الدرجة الثانية[جهاد فاضل؛ "قضايا الشعر الحديث"، الطبعة 1984.] حذارِ من الانخداع بالغرب واتخاذه قدوةً في هذا المجال، خاصة في هذا العصر الذي يلفظ آخر أنفاسه كوهجة الشمس قبل الغروب؛ لقد ضاعت فيه الحريَّة بمفهومها الصحيح؛ فسياسة الكيل بمكيالين وازدواجيَّة المعايير والمصالح فوق كلِّ اعتبار أقصت كلَّ مبادئ الحريَّة والديمقراطيَّة التي يتبجَّحون بها؛ يقول "ونستون تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية: "الديمقراطية هي أسوأ نظام ما لم يطبَّق على الجميع". ممنوع حتى التشكيك في الْمَحْرَقة، وإلا شتى صنوف العذاب، فأين حريَّة التعبير، والإبداع، والابتكار؟! أم الأمر حلال لهم حرام علينا؟! واعلم أخي القارئ الكريم أن البحر يسع الجميع أن يسبح فيه، والسوق واسع، أي بضاعةٍ تدخلها فيه ستجد زبائن يشترونها، فلا تتردد في الإبداع والابتكار والتجديد، ولا تلتفت إلى الانهزاميين أصحاب الرُّؤى المثبِّطة، وضَعْ نصب عينيك شعارًا: "لا شيء مستحيل، فقط المطلوب تحديد الهدف والمسار والإصرار على الوصول، ومن سار على الدرب وصل"، ولا تكن إمَّعة؛ فكثيرًا ما نسمع: لدي رغبة في النجاح والإبداع، لكن سَرعان ما يصطدم ذلك كله بصخرة الواقع اصطدامًا قد لا تجتمع أشلاؤه، أو تلتئم أطرافه، رحم الله الشاعر إذ يقول: أَعْمَى يَقُودُ بَصِيرًا لاَ أَبَا لَكُمُ قَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَتِ الْعُمْيَانُ تَهْدِيهِ صحيح أن الواقع مُرٌّ ومليء بالأشواك، لكن لا بد من التثبُّت، ولا تنخدع بما يقرأ ويسمع، يقول الشاعر: وَلاَ تَحْكُمْ بَأَوَّلِ مَا تَرَاهُ فَأَوَّلُ طَالِعِ فَجْرٍ كَذَوْبُ نعم، لا بد من التثبُّت وعدم التسرُّع والاستسلام؛ لأن الناس في هذا الزمان لهم أغراض وأهداف براغماتية وآنيَّة وأنانية، خاصة بعدما ماج العالم بعضه فوق بعض، واضطرب والتبس الحق بالباطل؛ فاليقظةَ اليقظةَ، والتبصُّرَ التبصُّر! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم