أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *الإبداع والتربية - مصطلحات جديدة للأدب الإسلامي،هل نستطيع أن نجرد الإبداع من القيم ؟؟ • ليس العيب أن تسقط ولكن العيب أن تبقى حيث تسقط، واعلم أن البحر الهادئ لا ينشئ بحَّارًا ماهرًا،الحياة تحمل العديد من المتناقضات والأضداد: الضياء مع الظلام، العدل مع الظلم، المشكلات مع الحلول، وجود المشكلات أمرٌ طبيعي، ويدل على وجود عمل له خاصية التفاعل والاستمراريَّة والتجديد والنهوض، الحياة مليئة بالحجارة، فلا نجعلها تعثر مسيرتنا، بل الواجب جمعها لبناء مدرج وسُلَّم نحو النجاح! • لا تخشَ الفشل، واعلم أن الإنسان مهما طالت شهرته الآفاق في الإبداع والمعرفة العلميَّة والأدبيَّة والإنسانيَّة عامة، لا بد وأن تنغصه فترات حالكة، وهذا من طبيعة النقص التي تعتريه، وقديمًا قال العماد الأصفهاني: "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابًا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدَّم هذا لكان أفضل، ولو تُرك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العِبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر". والمثال المتميِّز في هذا السياق: "أديسون"، جرَّب 1800 تجربة قبل أن يخترعَ المصباح الكهربائي، ويضيف "بيل غيتس": ما أن تحتوي الأخبار غير السارة، لا بصورتها السلبيَّة، بل كدليل على الحاجة إلى التغيير؛ فإنها لن تهزمك؛ إنك تتعلم منها، تفاءلوا بالخير تجدوه. • لا خوف من التغيير والطريق نحو الجودة، والجودة ليست نتاج الصدفة - على حدِّ تعبير "John Ruskin"- بل تأتي دائمًا نتيجة الجهد الذكي، هي الإرادة لإنتاج شيءٍ متفوق. • الحياة حُبْلى وستلد العجائب، إذا كنا نعتقد أن جودة التعليم وميزانيَّة البحث العلمي مكلفة، فدعونا نفكِّر بتكلفة الجهل والتخلُّف عن مستجدات العصر! • يقول ابن قتيبة: "من أراد أن يكون عالمًا، فليطلب فنًّا واحدًا"؛ أي: تخصُّصًا واحدًا، لكن لو فتحت خيالك العلمي الخصب على توجُّهات علميَّة عِدة، لكان أفضل، والنموذج البارع والشاهد التاريخي في هذا الباب ابن خلدون، وابن رشد، وقِسْ على هذه المرحلة لو حركت بُوصْلتك إلى توجُّه علميٍّ غير تخصُّصك، لكنت عُرْضة للفناء: كالسمكة التي يتم انتشالها من البحر إلى البر؛ ولكن الحيطةَ الحيطة، حذاري من التطاول على تخصُّصٍ غير تخصصك؛ الأيام دول! • يقول الكواكبي: "الحكيم من يبتهج بالمصائب ليقطف منها الفوائد". الحكيم أمير نفسه، لا تكن حاطبَ ليلٍ، إياك والعملَ في جُزر منعزلة، بل أَخْذ وعطاء. • التعليم هو صُلب عمليَّة تنمية الإنسان، والمعرفة هي أداة التعليم المأمول، وكلاهما - التعليم والمعرفة - ليسا سلعًا تُستورد وتستخدم شأنها شأن السيارات أو الملابس أو الأطعمة، بل هما مرتبطان عضويًّا بثقافة و بِنَى مؤسسيَّة وأنشطة لا بد أن تغرسَ في واقعٍ مجتمعيٍّ بَشَريٍّ مُحدد، وتُرْوى وتُرعى؛ حتى تنمو متلائمة مع هذا الواقع وتصير قابلة للعطاء المقبول والمرحَّب به من أبناء هذا الواقع، وهذا لا يعني أن يبقوا قابعين في شرانق مغلقة عليهم، بل أخْذ وعطاء، وأن تطغى الثانية على الأولى["حلم مجتمع المعرفة العربي إما التحقُّق أو الهاوية"؛ د.سليمان إبراهيم العسكري، مجلة العربي، العدد (542)، يناير2004، ص (13).] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم