أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والعشرون بعد المائة في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والعشرون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي إستكمالا للماضية وهي بعنوان: *الإبداع والتربية - مصطلحات جديدة للأدب الإسلامي ولا بد أيضاً من أساليب تربوية، ومناهج دراسية، تلتزم بالقيم العليا التي نزلت من السماء مطهرة صافية منزهة عن جشع الإنسان، ورغاباته الذاتية، وأنانيته المفرطة، وأمانة الكلمة لا تتحقق إلا في ظل العقيدة السمحاء، والحرية الأصلية، فقد ولد الناس أحراراً بالفطرة، لكن الغرور الإنساني، والانحراف الأخلاقي، قد مهد لصنع القيود والأغلال. ولا يستطيع ناقد أن ينكر ما تحلى به الشعر العربي عندنا من قيم رائدة جعلت أحد النقاد الفرنسيين المعاصريين يقول: (إن الشعر العربي في مجال الإحساس والشعور أنقى شعر عرفة الإنسان: فالأمانة والصدق والشهامة والصداقة واحترام المرأة، وقرى الضيف والكرم، وعظمة النفس والبطولة والفخر، هي بعض ما يتغنى به هذا الشعر، وهو يسمو به فوق شعر الأمم فحوله ونبلاً" ولهذا كان أسلافنا المسلمون في العصور الإسلامية الأولى يجعلون الشعر عنصراً من أهم عناصر التربية لأبنائهم، إلى جانب السير والمغازي والقرآن الكريم والسيرة والأحاديث، وليس في القيم العليا قديم وحديث، يقول الدكتور زكي نجيب محمود : (بينما الإنسان في وجوده الحضاري لا غناء له عن جوانب كثيرة، كلها أساسي وجوهري لذلك الوجود، إلا أن جانباً واحداً منها هو الذي يتغير مع الزمن تغيراً يصحح به أخطاء نفسه، وذلك هو جانب العلم، وأما سائر الجوانب ففكرة الخطأ ووجوب تصحيحه غير واردة فيها، فالعقيدة الدينية لها عند المؤمن كمال من لحظتها الأولى، لأنها جاءت وحياً، وبهذا يكون معيار القياس بعد ذلك، هو الأصل كما أوحى به، وعلى ذلك فلا يكون للزمن وامتداده قدرة على تكملة ما هو منذ أوله كاملاً، وأما مجالات الإبداع في الفن والأدب، فهي كذلك لا يسهل علينا أن نفاضل فيها بين قديم وجديد مفاضلة نفترض فيها أن ما هو جديد يكون بحكم الضرورة أصح وأكمل مما هو قديم، وذلك لأن الأمر فيها مرهون بموهبة الفنان أو الأديب، وليس ثمة ما يمنع أن تكون أقدم موهبة أعظم من أحداثها، فماذا يمنع ألا يكون في شعراء العرب المعاصرين من يرتفع إلى مستوى شعراء الجاهلية؟؟ وماذا يمنع ألا يكون بين أدباء المسرح اليوم من ينافس سوفو كليس أو شكسبير ؟؟ .. واضح إذن أن هذه الجوانب كلها التي هي بمثابة الروح في الجسد، لا تخضع للتقدم مع ما يتقدم من جوانب الحضارة، وأما الذي يتقدم بحكم طبيعته بحيث يكون اليوم أصح منه بالأمس فهو العلم ). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم