أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: *فوائد التربية الإبداعية: أما فوائد هذه التربية الإبداعية، فهي كثيرة جدًا، ومنها على سبيل المثال:*الابتكار: يعتبر الابتكار من أبرز ثمار التربية الإبداعية، لما فيه من الاختراع غير المسبوق، فليس عجيبًا أن نرى أبناؤنا في الصف المتوسط قادرون على الاختراع والابتكار وتحويل علوم الرياضيات والفيزياء إلى مخترعات، ليس عجيبًا أن نراهم يحاولون ذلك بحب وحماسة، طالما أننا نغذي عندهم روح الإبداع ونفسح لهم المجال حتى يتقدموا ونشجعهم على ذلك وندعمهم. فالابتكار لا يأتي في أغلب الأحوال وأظهرها إلا من أولئك الذين تلقوا تربية نموذجية متفوقة، أو أُتيحت لهم الفرصة للتعلم والتفكير، سيما إذا كان ذلك في إطار توجيه تربوي متألق فاعل. لذلك فإن الدراسات النفسية تقرر أن الأطفال أفضل ما يتعلمون عندما يُعْطَون الفرصة للتعلم بطرائق تتناسب مع قابليتهم وحوافزهم، وبالتالي فإنه حين يغير المعلمون من طرقهم في التعليم إلى طرق ذات معنى يتوافق مع قابلية الطلاب، فإنما يحققون فيهم التربية الإبداعية المتألقة (الإبداع وتربيته، فاخر عاقل، ص (152)). #التطوير: دائم التفكير في كيفية تحسين الأشياء، كيف يمكن أن أحسن طريقة مذاكرتي، كيف أنتفع بما أشاهده من برامج، وكيف يمكن إعادة استخدام هذا الشيء...إلخ. ما ذكرناه إنما هي روح أبنائنا المبدعين التي تُبث في الأشياء فتبحث دائمًا عن تطويرها، وآلية الاستفادة القصوى منها، إنها روح الإبداع المرفرفة بداخلهم، والتي فتح الآباء نوافذها فحلقت في سماء التطوير والإبداع. فالتطوير من سمات التربية الإبداعية التي تحقق في أفرادها الميل إلى التطوير والتحسين والبحث عن ذلك مع عدم الوقوف عند المألوف والمعتاد، سيما في المجالات التي يخضع التقدم فيها لتطوير أدواتها، وإجراءاتها، وليس ذلك التطور محصورًا في الآليات الصناعية والكيميائية والفيزيائية والهندسية كما هو اعتقاد كثير من الناس، بل إن مجالات التطور أرحب من ذلك، فهي في الإدارة، وفي اللوائح والأنظمة، وفي طرق وأساليب البحث العلمي، وأدواته، ومنهجيته، وغير ذلك. والنزعة التطويرية هي من ثمار التربية، إذا أحسنت التربوية استخدام المناهج التربوية والمعرفية التي تحقق ذلك (التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية، خالد بن حامد الحازمي). #ترتيب الأولويات: التربية الإبداعية تنمي لدى أبنائنا القدرة على ترتيب الأولويات حسب أهميتها وتأثيرها والحاجة إليها، فنجد اهتماماتهم حسب الأولويات، ويصل الأمر إلى ترتيب كلماتهم ومفرداتهم بحيث يصبح حديثهم أكثر تأثيرًا وترتيبًا وكأننا نتحدث مع شاب كبير، إنها قوة التربية الإبداعية. ومنهج التربية الإسلامية مبني على ترتيب الأولويات، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في نزول القرآن الكريم: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبداً. ولو نزل لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبداً" (رواه البخاري) (التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية، خالد بن حامد الحازمي). #حسن الاختيار: كم من الطلاب يتخرجون من المرحلة الثانوية، ويقتدون ببعضهم في الالتحاق بالدراسات الجامعية، ثم يكتشف كثير منهم بعد مضي سنتين أو أكثر أنه أساء الاختيار لمجاراة الأتباع والخلان. وهنا يأتي عمق التربية المدرسية في توليد وتحقيق الإبداع في حسن الاختيار، الذي يحفظ وقت وجهد الإنسان من الضياع والتبديد. ومنهج التربية الإسلامية يحث أتباعه على حسن الاختيار، وتَحَمُّل تَبِعَات إساءة الاختيار، لذا علينا أن نربي أبناءنا على أن يعملوا تفكيرهم دائمًا ويوازنوا بين المصالح والمفاسد، ونعلمهم كيف يضعون أهدافهم وكيف يسعون في تحقيقها وكيف يصلون إليها، ونعودهم، بعد أن نعلمهم أن يتحملوا مسئولية اختياراتهم، فنحقق الثنائية الهامة: التعليم والبيان من جهة والتدريب من خلال الصواب والخطأ من جهة أخرى. وفي الختام كان ما ذكرناه تفتيح آفاق ووضع لقضية الإبداع في دائرة الضوء وبؤرة التركيز؛ حتى يستشعر الآباء أهميتها وخطورتها ويواصلون البحث والتعرف؛ فيزدادوا خبرة وقدرة وتأهلًا لما يناط بهم من مسئولية التربية الإبداعية.. [الأنترنت – موقع طريق الإسلام - التربية الإبداعية - عمر السبع ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم