أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع البديع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع (البديع) والتي هي بعنوان: التربية الإسلامية والإبداع : لقد اهتمت التربية الإسلامية بالإبداع ودفعت عقول المسلمين إليه، حتى يتمكنوا من تدبر آيات الكون وما فيه ويستخرجوا من تأملهم وتفكرهم وإعمال عقولهم، ما يعود على البشرية جميعًا بالنفع والتقدم. إن نظرة واحدة متأملة في كتاب الله تبين لنا هذا الحشد من الآيات التي تدعو إلى التأمل والتفكر وإعمال العقل، فيقول ربنا سبحانه: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]. وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد:17]. وغيرها من الآيات كثير يدعونا إلى التأمل والتفكر ويحث الآباء والأمهات على أن يتخذوا من الإبداع منهجًا في تربية أبناء الإسلام وآمال الأمة. فلقد اهتمت التربية الإسلامية بقضية الإبداع اهتمامًا كبيرًا، وفي مجالات عديدة، بما يحقق للإسلام والمسلمين والبشرية النفع والتقدم، كما أنها ضبطت عملية الإبداع بأن وجهتها توجيهًا خيرًا، بعيدًا عن الإفساد والدمار، ونظرًا لكثرة مجالات الإبداع وتنوعها بما لا يسع المقام لذكرها، فهذه بعض النماذج الإبداعية في عدد من المجالات العامة . (التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية، خالد بن حامد الحازمي) مثال ونموذج: وهذا مثال ونموذج لنوع واحد من أنواع الإبداع التي حث عليها الإسلام، ألا وهو الإبداع العلمي، فلقد جاء الإسلام والناس في جاهلية جهلاء، في عباداتهم واعتقاداتهم وأخلاقهم، وفي علومهم ومعارفهم، حتى إن عدد الذين يقرءون ويكتبون في قريش هم سبعة عشر رجلًا، منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم (البلاذري، فتوح البلدان، ص 660). وجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدد يكتبون، منهم: سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، فكان يكتب العربية والعبرية رضي الله عنهم. وبعد ما جاء الإسلام تفتقت تلك العقول وأبدعت في تفوقها، وتواصل هذا الإبداع في الأمة، فتولدت علوم ومعارف، ما كان لأحد قبلهم بها معرفة، ومن ذلك: علم أصول الفقه، الذي أول من صنف فيه الإمام الشافعي، وأول من صنف في الفقه الإمام مالك بن أنس، وأول من صنف في غريب القرآن الكريم أبو عبيدة معمر بن المثنى، وأول من عمل العَرُوض هو الخليل بن أحمد، وأول من وضع الإعراب أبو الأسود الدؤلي، وأول من صنف في صنعة الشعر عبد الله بن المعتز (الأوائل، أبو هلال العسكري، ص (253)، بتصرف). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم