أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع البديع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع(البديع ) والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : حظ المؤمن من اسم الله تعالى الخالق : أن يمعن نظره ويمتع بصره بخلق الله، يما يحل له النظر إليه من هذا الخلق كما قلنا سنتوقف عند معنى التفكر قليلا مع اسم الله الخالق، فقد جاء في تفسير ابن كثير لآيات التفكر التي أوردناها أن رجلا في الصحراء ليلا نظر إلى السماء فوجدها مُتلألئة بالنجوم فقال "أشهدُ أن لكِ ربًا. اللهم اغفر لي، فغفر الله له". امتلأ قلبه باليقين في هذه اللحظة فنطقها صادقا متعبدا فغفر له. وكانت أم الدرداء تقول "كان جُلُّ عبادة أبي الدرداء التفكر" على إنَّ أبا الدرداء –رضي اللهُ عنه-كان معروفًا بكثرة صلاته وتسبيحه لكن لعله كان يسبح في إثر التفكر. عبادة التفكر عبادةٌ عظيمة الشأن –كما ذكرنا قبل ذلك- و نحتاج حين نتدارس اسم الله الخالق أن نحيي هذه السنة، سنة التفكر. فاختلِ بالله سبحانه وتعالى وناجه لتشعر بالرهبة العظيمة وأنت تنظر للسماء وتحدثه وتكلمه جل وعلا، فيكون هناك نوع من الذكر والفكر والشكر يملأ القلب فيتولد اليقين بالله سبحانه وتعالى. *أن تعلم أنك ميسر لما خلقت له : في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الألباني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية : {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف:172] . فقال عمر بن الخطاب : سمعت رسول الله سئل عنها ، فقال رسول الله : إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون . فقال الرجل : ففيم العمل يا رسول الله ؟ قال : فقال رسول الله : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار) الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3075 الحديث في الرواية الأخرى، أنَّ الرجل لما قال للنبي ذلك قال ( اعمل فكلٌ مُيسَّرلِما خُلِقَ له) فالرجل تداخلت عليه المسألة، فالله عدل حكم.. لِمَ يُدخل أناس النار وأناس الجنة؟ الأمر التبس على الرجل ،فلم يجيبه النبي في المسألة بإجابة عقلية، إنما أرشده إلى ما ينبغي عليه أن يُشغلَ ذهنه فيه ، ألا وهو أن يعمل عملاً يُختَم له به ، طالما هولايستطيعُ أن يعلمَ أو يفهم مقادير الله ، ولا يستطيعُ أن يعلمَ ما هو مُقدَّرٌ له ، فلِمَ يُشغِل ذهنه بهذه القضية؟ إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم